قيس الأسطى- القبس-
غالباً ما يرد علينا نحن من نكتب ضد الحكومة، أن نكتب بموضوعية اكثر، وان نخلط ما بين البياض والسواد، وللامانة فإن هذا النقاش موضوعي، وأغلب من يمثل الجانب الأبيض به هم من المواطنيين الصالحين، الذين سئموا النقد، ولديهم حجة بأن نضع بعين الاعتبار ان الدولة وفرت نظام رعاية اجتماعي متقدماً، ومستوى دخل فرد عالياً، ورعاية طبية وتعليمية مجانية، وان الدولة ملزمة بتعيين كل مواطن او مواطنة، وتدفع بدلاً للذين لم يتوظفوا، وتدفع للعاملين بالقطاع الخاص، وان الدولة لم تطبق نظاماً ضريبياً، حتى ان الدولة تتكفل بدفن الموتى من دون اي مقابل، وفوق هذا او ذاك ان البلد آمن، والمواطن معزز مكرم، فهذا المواطن لم يكابد ولم يعان. كما يعاني من ابتلعتهم امواج البحر الابيض المتوسط، او قتلوا بقذيفة وهم نيام في بيوتهم، او حرقوا او قتلوا على يد «داعش».
كل هذا كلام جميل ومحترم، لكن يبقى السؤال: لماذا لا تكون أفضل، خصوصاً ونحن نملك القدره على ذلك؟!
لماذا لا يخرج علينا احد ليشرح لنا عن صفقة اليورو فايتر؟ ولماذ لا يخرج علينا احد ليوضح تثمين المزارع، ومن المستفيد منها بالاسم؟ وهل هناك نية لتثمينات جديدة؟ لماذا يسكت عن وضع الناقل الوطني وما يجري به؟ والوضع الرياضي والكوارث التي ألمت به؟ لماذا تعيينات البراشوتات؟ وعدم احترام الكفاءات؟ لماذا انحدرنا بالفن والمسرح؟ باختصار لماذا نكرر أنفسنا ونشاهد أنفسنا بالفيديو، لان عقارب الساعة توقفت عند منتصف الثمانينات؟ نعم المسلم يَحمد الله على كل حال، لكن أي تقييم موضوعي يجب ان يضع بعين الاعتبار القدرات الكبيرة لهذا البلد من جميع النواحي.
في السابق كان الصوت عالياً، واختفى هذا الصوت، وفي السابق الخلاف كان حامياً، لكن الخلاف حسم لطرف على آخر، كل هذا والوضع المالي الممتاز منذ سقوط نظام البعث في العراق، يجب ان توضع بعين الاعتبار.
يعلم الله اننا لسنا سعيدين بتوجيه الانتقادات لأحد، لكن المشكلة ان الشباب مو رادين على احد.
وإلى أن يردوا على احد، فنحن مستمرون بتوجيه النقد لهم.