راشد محمد النعيمي- الخليج-
يوماً بعد آخر، تظل وسائل التواصل الاجتماعي التي نمتلكها اليوم، هي الشغل الشاغل للناس، في بيوتهم وفي سياراتهم، وحتى في أماكن العمل، وحيثما يذهبون، لتكون محور الأحاديث ومركز الاهتمام، بل وأصبحنا نرى الناس تسير في الطرقات على غير هدى؛ تتوقف بلا سبب وتسير بسرعة السلحفاة أحياناً، وترتطم بالأرصفة، لأنهم منشغلون بما تحمله لهم شاشات هواتفهم من رسائل وأخبار وصور.
سيل لا يتوقف من المواد، تختلط فيه الأمور، وينشغل بعضهم بإعادة الإرسال، قبل أن يقرأ ما في المضمون، وكأنه سلوك مفروض على الجميع، بأن يحظوا بتلك الرسالة، مهما كانت درجة صدقها أو أهميتها.
اليوم تمطرنا وسائل التواصل تلك، بشائعات ودعايات وأخبار كاذبة لا حصر لها، فلماذا نُسهم في إعادة إرسالها، ونحقق لمطلقيها مبتغاهم من إحداث البلبلة وسط المجتمع؟
لماذا يعتقد بعضنا أن إعادة إرسال أي رسالة تصل إليه، سلوك عادي لا يقدم ولا يؤخر، ولا يؤثر أيضاً، وأنه مجرد ناقل، لا ناقة له ولا جمل في الموضوع؟ لماذا نصدق بعض تلك الأكاذيب ونروجها، ونحن نمتلك الفرصة للتأكد منها، بفعل توافر مصادر المعلومات، أو على الأقل التأمل وإعمال العقل في توقيتها وأهدافها وما ترمي إليه من ضرر؟
اليوم، وبحسب المختصين، فإن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت بشكل سلبي في التواصل الأسري والاجتماعي وفي العلاقات الإنسانية، إلى جانب تأثيرها في مهارات التواصل المباشر، لدى كثير من أفراد المجتمع، حيث إن الاستغراق في استخدام هذه الوسائل، يضعف العلاقات الاجتماعية، ويقلل من التفاعل الاجتماعي في محيط الأسرة، من خلال قلة الزيارات واللقاءات العائلية، ما قد يسبب عزله اجتماعية، وكذلك سماحها باستيراد نماذج من السلوك لا تتفق مع ثقافة المجتمع.
اليوم، أصبح لوسائل التواصل الاجتماعي دور مهم ومحوري في حياتنا، علينا أن ندرسه بتعمق، ونعرف المرحلة التي وصلنا إليها، لنضع الحلول ونعيد الانضباط لكل سلوك شاذ، يحول ذلك الاهتمام الذي بدأ صغيراً، إلى إدمان يصعب التخلص منه.