تواصل » صحف ومجلات

أكاديمي تربوي: (داعش) يصطاد الشباب المضطرب بـ(طريقة هوليودية)

في 2015/09/30

المدينة-

دعا الدكتور عبدالعزيز المطوع أستاذ الإرشاد والعلاج النفسي ومدير عام مركز الإرشاد الجامعي بجامعة الدمام لانشاء مركز بحثي لدراسة ورصد محاولات استقطاب الشباب للعنف، وذلك على خلفية، حادثة الشملي التي شهدت قيام شاب يحمل الفكر الداعشي بقتل ابن عمه بينما شقيقه كان يصور عملية القتل. وقال لـ»المدينة»: إن هذا المركز المقترح مهمته رصد مثل هذه الظواهر ومعرفة النسبة الحقيقية لها. وعن أسباب استقطاب فئة الشباب للفكر المنحرف والضال قال: إنه يأتي في مقدمة هذه الأسباب الأسرة وخاصة الأسر المضطربة سواءًا نفسيًا أو عقليًا أو ماليًا وعندهم مشكلات بين الزوج وزوجته لا يتم الحوار بالشكل الصحيح ويوجد إقصاء للأفكار، وغياب الأفق.

وأشار الى ان الشاب في هذه الفترة يمتص هذه الأفكار والمعتقدات ويكرسها وبالتالي يكون اتجاهًا سلبيًا نحو المجتمع بشكل خاص والدولة بشكل عام ومن ثم يأتون أناسًا يزينون هذه الأمور ويرسخونها في ذهن هذا الشاب المسكين بطريقة هوليودية ويصطادون ضعيف الفكر والمنطق وضعيف العقل.

وأوضح أن الأسرة هي النواة الأولى والمكونة لفكر الشباب فالأسرة في الوقت الحالي لا تقوم بالدور المثالي في مراقبة الأبناء ومعرفة تصرفاتهم حيث لا تتفقد أبناءها ولا تتابعهم فالتفقد في الأسرة مسؤولية الأب والأم وهي ضرورية للأبناء خاصة مع الانفتاح الهائل في وسائل التواصل الاجتماعي وعالم الأجهزة الذكية فالشاب والطفل لديه جوال أو آيباد والأهل لا يعلمون عنه شيئًا، فالموضوع خطير وليس سهل كما يتصوره البعض.

وطالب بتفعيل مراكز الأحياء بالطريقة التي تتناسب مع كافة أطياف المجتمع واهتماماتهم بطريقة جميلة جدًا يستطيع الأبناء والبنات تحقيق ذاتهم من خلال هذه المراكز يفرغون أنشطتهم سواء رياضية وثقافية وما إلى ذلك والأندية الرياضية مكتوب عليها رياضي ثقافي اجتماعي ولا نرى منها إلا الرياضي فقط، وتنشيط العنصرية والقبلية سواءً في الرياضة أو في القبلية وبالتالي يكون تفكير الشاب تفكيرًا متطرفًا بحتًا.

وأضاف: إنه ضمن أسباب وقوع الشباب في العنف المدارس ولا نقصد بذلك المناهج الدراسية لكن يجب تفعيل دور المرشد الطلابي بشكل أكبر من خلال دخول المرشد الطلابي إلى الحصص وتسمى الحصص الإرشادية وإقامة دورات للطلاب في حل المشكلات وطرق التفكير ومهارات اختيار الأصدقاء، وعلى وزارة التعليم تكثيف الدور الإرشادي من خلال ورش العمل وإقامة المحاضرات والدروس الإرشادية لتدريب الطلاب ورفع نسبة الوعي للطلاب بحيث لا يتأثر الطالب. وعن الأجهزة الذكية وأجهزة الكمبيوتر وخطورتها بالنسبة للأطفال خاصة قال: إن الأسرة تقوم بتعزيز ذلك، وذلك من خلال أن الطفل يعرف هذا الجهاز الذكي وبالتالي فيقوم الابن بالاستمتاع بهذه البرامج فترات من الزمن طويلة جدًا، وتوجد ألعاب خطيرة تقوم بتعليم الأطفال بطريقة غير مباشرة وتقوم بترسيخها في ذهن الأطفال ويكونون جاهزين للتلقين وتعديل السلوك وعادة تكون مصممة بطريقة احترافية ونموذجية.

وأضاف: إن الإعلام لدينا للأسف يعرض الجثث والدماء والأشلاء دون مراعاة للنفس البشرية، فيفترض على هذه الوسائل عدم عرضها، وبالمناسبة في الغرب لا يقومون بعرض هذه الجثث والدماء احترامًا للنفس الإنسانية، فيصبح المشهد متعودًا عليه الشباب.

وعن الفئة العمرية التي تكون مناسبة لاصطياد مثل هؤلاء الشباب قال: فترة المراهقة بشكل عام تكون أكثر عرضة دائمًا وهي في الفترة (14 سنة) إلى (22 سنة)، ولا توجد إحصائية أو مركز بحثي يقوم برصد هذه الحالات لمعرفة الفئة العمرية الأكثر تأثرًا.

وأشار المطوع إلى أن الأمن مسؤولية الجميع فلابد أن نتكاتف ونبدأ من بيوتنا والمساجد والمدارس والمجتمع وباعتقادي أن الموضوع خطير جدًا ومعدٍ لدرجة كبيرة إن لم نتدارك هذه الظاهرة الخطيرة التي بدأت تتفشى في مجتمعنا.