تواصل » صحف ومجلات

داعشي يقتل ابن عمه!

في 2015/09/30

محمد حطحوط- مكة-

عندما يتعلق الأمر بأمن الوطن وشبابه، فلا بد من تجاوز جدار المجاملة: نحتاج لمراجعة شاملة للكثير مما حولنا، وكيف استطاعت داعش اختراق كل هذه الأحصنة المنيعة، وبهذا الشكل المخزي! كيف وصل الجهل والسخف بشبابنا الإيمان أن طريق الجنة هو جثث مسلمين وأقارب! مقال سريع كهذا لا يتنظر منه تقديم إجابات علمية لظاهرة معقدة، وإنما يطرح أسئلة لأن من يقرأ صفحة الرأي غالبا النخب المثقفة.

ويظل السؤال المزعج كيف حدث هذا؟ لماذا شاب في مقتبل عمره ينضم لداعش؟ لماذا يندرج لفكر وتيار لا يوجد شيخ سعودي معتبر إلا وحذر منه؟ هل لهذه الدرجة بدأ يفقد جيل تويتر والفيس ثقتهم في المشايخ الكرام؟ هل وصل الحال أن التيار الديني ليس له تأثير على فلذات الأكباد؟ لماذا يترك الشاب رأي عالم شرعي معتبر، ويستمع لحساب مجهول يديره شخص كذلك مجهول في تويتر؟ هل خطاب المؤسسة الدينية لم يعد بتلك الجاذبية؟ أم أن الخطاب ما زال مؤثرا ولكنه منزو عن عالم الشباب في وسائل التواصل الاجتماعي؟وفي المقابل،هل شبابنا وشاباتنا في مأمن من هذا؟ هل هناك مبادرات عملية وعلمية فعلية للنزول للجهاد الحقيقي في تويتر والفيس ومواقع التواصل للتأثير على هؤلاء الشباب؟ لا نريد شيخا فاضلا أقصى ما يقدمه محاضرة رتيبة يصيب الحضور النعاس قبل بدئها، وإنما نريد طرحا دينيا عصريا يواكب تفكير شاب يعيش في 2015 حيث يقدم الحجة والبيان والعقل والمنطق، وينزل لمستوى الجهة المخاطبة!علاج لظاهرة معقدة يحتاج لتكاتف أكثر من جهة، فلا بد من تعاون -مثلا- هيئة كبار العلماء ووزارة الشؤون الإسلامية والتعليم والإعلام والرياضة والجامعات ومراكز البحوث والجهات المعنية، ولا بد من جلوسهم على طاولة واحدة بمبادرة تقودها وزارة الداخلية، لتطبيقها في حال نجاحها على نطاق أوسع، لتوفير بيئة فكرية آمنة، وحماية للشباب والشابات من الفكر المتطرف.

حسبنا الله على من فجع أما بولدها! حسبنا الله لكل من يستغل عاطفة الشباب وحداثة السن وقلة العلم للزج بهم في صراعات تنتهي بأن يقتل المسلم أخاه المسلم! الشباب وأمن الوطن هما أغلى ما نملك..التفريط فيهما خيانة.