نصار العبدالجليل- الوطن-
نسأل الله تعالى لموتى حجاج بيتك الله الحرام أن ييبعثوا يوم القيامة ملبين لحديث رسول الله صل الله عليه وسلم حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في الذي وقع عن رحالته يوم عرفه (لا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً) . ونسأل الله أن يشافي كل مصاب ومبتلا في تلك الحوادث ...
ونحمد الله أن قد تمم علينا وعلى كافة حجاج بيت الله الحرام هذا الحج ( ١٤٣٦هـ ) ونسأله تعالى أن يكون حجا مبرورا وذنب مغفورا وسعيا مشكور وتجارة لن تبور ...

لقد أحزننا وقوع حوادث الموت في مواسم الحج وتكررها ..... مما يجعل المرأ يسأل نفسه ، لماذا تتكرر مثل هذه الحوادث المؤلمة الحزينة ؟! بدايةً اقول بعد ان من الله علينا الحج في هذا العام ١٤٣٦هـ وسنوات سابقة إما حاج براً او جواً وإما اداري في حملة او حاجاً مستقلا . فمن اول ملاحظاتي لهذا العام هو وضوح قلة عدد الحجاج وان تجاوز العدد قرابة المليونين إلا انه يبقى هذا العدد قليل جداً مقارنة عن مما سبق من مواسم حج سابقة حيث كان يتحاوز عدد الحواجز الأربعة ملاين حاج في بعض السنوات ، ولاشك ان هذا يعود الى تقليص نسبة حجاج الخارج والداخل ، هذا مما يفترض ان يجعل هذا الحج اكثر يسرا وسهولة في التنقل وأداء المناسك وهذا مما شاهدناه فعلا في الطواف حول بيت الله الحرام وغيره من المناسك ، لكن مع هذا وقع مثل هذا الحادث الأليم الذي راح ضحيته قرابة 1600 حاج بين قتيل ومصاب .... لا بد ان يكون هناك من يلام في هذا الحادث وان يحدد الاسباب الرئيسية لوقوع مثل هذه الحوادث وخصوصا الحوادث الناتجة عن الزحام والاختناقات . لا شك ان هناك مسؤولية سياسية تجاه المسؤلين عن شؤون الحج في المملكة السعودية كون الحجاج ضيوف لدى المملكة ، مع اننا لابد ان نشكر المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا على حسن الاستقبال والضيافة لضيوف الرحمن ونشهد الله ان الجميع لم يقصر في المملكة وخصوصا رجال الأمن اثابهم الله وجزاهم الله خير الجزاء .
ولكن نعود ونسال ما هو السبب الرئيسي لمثل هذه الحوادث ؟! وقبل الإجابة على هذا السؤال ، لعلنا نذكر إننا لم نسمع عن قتلى وجرحى بهذا الإعداد المهولة جراء حوادث تصادم عربيّات ( وسائل النقل مثل السيارات والباصات ) مع ان حركة العربيات بمئات الآلاف في مواسم الحج ، في المقابل نجد تكرار حوادث الموت جراء سير ( مشي ) وتنقل الحشود البشرية الى مواقع المناسك مثل عرفات ومنى والجمرات والمسجد الحرام .... في رايي تعود اسباب هذه الحوادث الى ثقافة الحجاج وثقافة التدافع للوصول الى الهدف حيث ان هؤلاء الحجاج لا يعرفون ثقافة التوقف عند حدوث حادث أمامهم ، وهذا عكس العربيات فان السائقين قد يقفون بسياراتهم بالساعات في حالة وقوع حادث مروري ، بينما الحجاج للاسف يندفعون بهلع باتجاه الحادث ولا يتوقفون فيحصل التدافع وسقوط الضعفاء وكبار السن مما يسبب معظم هذه الحوادث ، كذلك وللاسف ايضا ثقافة السير في الاتجاه المعاكس فمعظم الحجاج لا يبالي للتعليمات والتحذير من عدم السير في الاتجاه المعاكس ، لذلك في ظني سنرى ونسمع في المستقبل مثل هذه الحوادث لا سمح الله إلا ان يعمل الجميع وخصوصا بعض حكومات دول اسيا وإفريقيا على تغيير وتطوير ثقافة الحجاح بالاتزام بقواعد سير الحشود وعدم التدافع والتوقف عن السير في حالة وقوع حوادث مثلهم كسائقِ العربات عليهم الوقوف اذا وقف من أمامه ولا يعود ويرجع للخلف ...
نكرر شكرنا وامتنانا للجهود الكبيرة والعظيمة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في خدمة الحجاج والحجيج والتطور الكبير والمستمر في بناء المنشئات والطرق التي تسهل الوصول لأداء شعائر الحج .

كذلك أوجه شكري وامتناني الى الاخوة في حملة الحوطي وعلى راسهم الاخ الفاضل احمد الحوطي على الجهود الكبير في خدمة حجاج الحملة وكذلك نشكر المشايخ المرافقين للحملة ( د بسام الشطي والشيخ بدر الفيلكاوي والشيخ جاسم العيناتي ) الذين زادوا الحملة نور على نور .

نافذة على الحقيقة :
الحقيقة المرة في حج هذا العام ١٤٣٦هـ ، هي ليست ابواق ايران او بما يشاع بان هذا الحادث بفعل فاعل . ومن يعلم قد تثبت الأيام انه فعلا بفعل فاعل ، وفي نظري ان كان بفعل فاعل فهي لعلها تكون خيرة حتى تنكشف حقيقة المجرمين الذين تسببوا في الحادث ومن ورائهم من جماعات ودول .... لكن الحقيقة المرة هي الطابور الخامس واعداء المملكة من أبناء المملكة والخليج وغيرهم من دعاة الفتنة ودعاة الربيع العربي وغيرهم مما تشمتوا بالحادث لضرب سمعة المملكة العربية السعودية والتشكيك بقدرات المملكة في ادارة الحج بدل الترحم على موتى المسلمين .... فهل من مدكر !؟