تواصل » صحف ومجلات

خبراء أمنيون: تكتيكات جديدة للخلايا الإرهابية.. واستمرار تجنيد الشبان

في 2015/10/03

الحياة-

أكد خبراء أمنيون لـ«الحياة»، أن القبض على عناصر وخلايا إرهابية كانت تنوي تنفيذ عمليات تخريبية وموزعة في مناطق عدة من المملكة، أصبحت تنسق في ما بينها بشكل تكتيكي، وكذلك أنها ما زالت مستمرة في تجنيد الشبان بمختلف الوسائل، مبينين أن أكثر من 75 في المئة من المنتمين إلى هذه التنظيمات يعانون من خلل نفسي واعتلالات عقلية، مشيدين بيقظة رجال الأمن وعملهم المستمر لحماية المجتمع، وأن المواطنين أصبحوا يتبرأون من المنتمين إلى فكر «داعش» أو المحرضين على أمن بلادهم وسلامته.

وقال الخبير الأمني إبراهيم العقيلي لـ«الحياة»، إن خلية كاملة موزعة على المناطق الرئيسة هو دليل على دمار، سيوزعونه على جميع سكان المملكة، واستهداف المناطق الحيوية، وإحداث تخريب شامل، وأضاف: «لا يمكن أن نركض وراء مهاترات حسابات تويتر «الداعشية» التي ترفع بشكل يومي، علماً بأنه تم تخصيص رقم مجاني للتبليغ عنها، وعن الفكر الضال الذي يستهدف إثارة الفتنة والدمار في البلاد.

وقال: «في قراءتي لمداهمة الإرهابيين في كل من الرياض والدمام، هو اجتثاث لمنابع الإرهاب، ولم تكن مختلفة عن المداهمات الماضية في تاريخ الإرهاب، والملاحظ أيضاً بأنه لم يعد هناك تخوف من الإبلاغ عن الإرهابيين؛ بسبب الشفافية التي تتبعها الجهات الأمنية، وعدم أخذ الأهل بذنب أبنائهم الداعشيين». واعتبر العقيلي أن «القراءات الأولى للقبض على الخلية الإرهابية، تشير إلى أنهما كانا ينويان عمل تفجيرات في كل من الرياض والدمام، ولاسيما أنه تم القبض على أحزمة ناسفة بحوزتهم، ويشكلون مركز عمليات لداعش، إذ من الطبيعي أن يكون هناك فروع لتلك المراكز في مناطق متعددة، وما يتوجب على الجميع الآن منح المواطنين والمقيمين الثقة الأمنية الكاملة لتبليغ عن أية مظهر إرهابي سواء لرجال أم نساء، فما تقتضيه الفترة الحالية هو إيقاف وقطع الطريق على الضالين عن دينهم ووطنهم».

واعتبر الباحث الاجتماعي الدكتور محمد الصالح، أن «في مقطع قاتل ابن عمه في حائل، كانت علامات المرض النفسي تتضح على الشاب وبشكل أكيد، وأرجح بنسبة 75 في المئة من المنتمين إلى مثل هذه التنظيمات يعانون من خلل نفسي واعتلالات عقلية، وهذا ليس تجنياً، وإنما بحسب المقاطع التي يظهرون بها يكون واضحاً أن هناك علامات لا يمكن إنكارها توحي إلى إصابتهم بأمراض نفسية، وهذه مشكلة لابد من التدقيق بها من خلال التربية الأسرية والتعليمية، والعمل على تخريج أجيال غير متطرفة ولا تعاني من أمراض الغلو والتطرف»، مبيناً «خلال برامج مناصحة شاركت فيها قبل نحو 6 أعوام، لاحظت والفريق الذي عملت معه، أن العديد من الإرهابيين يعانون من وسواس قهري وزعزعة في مقومات الشخصية، وهذا يتطلب إعادة تأهيل في العديد من الجوانب، وبخاصة المجتمعية المتعلقة بالحياة الأسرية».

من جانب آخر، عملت إدارات مساجد في المنطقة الشرقية، خلال الفترة الأخيرة، إلى إغلاق المساجد في خارج أوقات الصلاة، وفتح المسجد عند الأذان وإقامة الصلاة فيه وبعد ذلك إغلاقه، إلا في حالات الضرورة التي تراه إدارة المسجد، وعلق الشيخ عبدالرحمن عقل (إمام مسجد في مدينة الدمام) بالقول: «منذ وقوع التفجيرات في محافظة القطيف، وحي المحمدية في الدمام، وأحداث القديح، كان هناك تنسيق وخطة أمنية للمساجد، وحالياً نكتفي بفتح المسجد لفترة الصلاة تحسباً لعبث العابثين الضالين المنحرفين عن دين الله وسنة رسوله، وهو إجراء اعتيادي».