رأي الشرق_
الاجتماعات الوزارية التي عقدت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك كانت محور الاهتمام السياسي للمجتمع الدولي حيث تمخض اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي برئاسة سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على جملة من الإجراءات والمواقف بشأن الملفات والأزمات الساخنة في المنطقة، وخصوصا الدخول الروسي على خط الأزمة السورية .
هذا الموقف الخليجي الدولي جاء ليعيد تصحيح الوجهة في الملف السوري عبر التأكيد على أن السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية هو انتقال سياسي بعيدا عن بشار الأسد يستند على إعلان جنيف 1.
وإذا كان الوزاري الخليجي الدولي جدد التأكيد على أهمية مكافحة الإرهاب فإن شعار محاربة الإرهاب لا يمكن اتخاذه غطاء للدخول العسكري الروسي إلى سوريا وشن غارات عسكرية مدمرة كانت بعيدة عن مواقع داعش فإن الوزاري الدولي كان حاسما بمطالبة روسيا لوقف استهداف المدنيين السوريين .
من الواضح أن الدخول العسكري الروسي إلى الميدان السوري سيؤجج الحرب المستعرة وسوف يزيد من تعقيد الأمور وحرفها عن مسارها حيث الغارات الجوية تستهدف المعارضة المعتدلة وتستدف المدنيين في محاولة روسية مكشوفة لإنقاذ نظام الأسد وإشراكه في مشاريع الحلول المقترحة وهذا ما بات مرفوضا من المجتمع الدولي بأسره.
إن محاربة "تنظيم الدولة " ومواجهته لا تكون بدعم النظام السوري الذي ارتكب جرائم ضد شعبه فاقت بكثير ما ارتكبه تنظيم الدولة، وإنما تكون بمواجهة التنظيم بالانتصار للشعب السوري أولا، وإزاحة كل من تورط في دماء السوريين عن سدة الحكم، وإعطاء الشعب السوري الحق في اختيار قادته وحكامه، ومن هنا تكون المواجهة الحتمية والقوية للتنظيم الذي تمدد وتوسع في سوريا والعراق مستغلاً سياسيات أنظمة الدولتين الطائفية .