الحياة-
هيمن اللون الأخضر على مدارس المنطقة الشرقية خلال اليومين الماضيين. فيما صدحت الأناشيد والأغاني الوطنية في قاعاتها وفصولها. ونظمت مدارس أنشطة منبرية تناول خلالها المتحدثون الإرهاب وفضحوا خططه، واعتبروا أفراده «خارجين عن الإسلام» و«متآمرين على الوطن»، ضمن أنشطة وفعاليات نظمتها مدارس الشرقية خلال احتفالات اليوم الوطني الـ85.
وسعت مدارس التعليم العام والأهلي منذ أول يوم دراسي إلى عمل احتفالات بصورة مغايرة عن كل عام، قدمت خلال أنشطة مبتكرة، من أجل «التحذير من الإرهابيين وفكرهم الضال»، بحسب تربويين، رأوا أنها «الأقرب إلى إقناع الطلبة، من خلال عرض صور حية. وقال منصور أحمد (معلم مرحلة ابتدائية): «لوحظ تنامي عمليات المواجهة مع الإرهابيين خلال إجازة عيد الأضحى، وهو ما جشع كثيراً من المدارس على التركيز في فعاليات الاحتفال بـ«اليوم الوطني» على الشق الأمني، كونه الأقرب إلى ذهن الطالب، من خلال عرض صور لمحاولة الإرهابيين تفجير المساجد وربما المدارس، وإيذاء الآخرين، ومن ليس لهم حول أو قوة، ومحاولتهم تخريب البلد».
وأضاف أحمد: «الهدف من الاحتفال باليوم الوطني في المدارس ليس مجرد ترديد الأناشيد وحمل الشعارات الوطنية، وإنما حل مشكلات نعاني منها، وأبرزها الإرهاب الذي يدمر الشباب، ويحتم علينا محاصرة تلك الجماعات التي أصبحت تتنامى وتتسع».
بدوره، أوضح عبدالسلام سعود (وكيل مدرسة متوسطة) لـ«الحياة» أن «فعاليات اليوم الوطني في المدارس هذا العام اختلفت عن الأعوام السابقة، وحاولنا من خلال عرض الصور إيضاح ما يحدث. كما حاولنا إيصال صورة إلى الطلبة بأن هناك من يستهدف وطنهم وأمنهم، وتقديم تحذيرات من التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي. وكانت من أقوى المؤثرات في عقول الشباب، من دون وعي ومن دون معرفة تامة بأي تيار هو».
وأشار سعود إلى رفض وزارة التعليم تحميلها المسؤولية في ارتفاع عدد الإرهابيين والمنتمين إلى الجماعات المتطرفة الإرهابية. وأضاف: «هناك نشأة منزلية ومؤثرات عدة تلعب في فكر الشباب، ولاسيما المراهقين منهم، وإن دور التربويين يتمثل في تمكين الشباب من القيام بدورهم الوطني بصورة أكثر إخلاصاً»، مستشهداً بمعلم مادة التوحيد، الذي «لجأ إلى طريقة كان لها تأثير واضح في عقول الطلبة، إذ استعرض صوراً للقرآن الكريم ملقى أرضاً خلال إحدى العمليات التي نفذها الإرهابيون في المساجد. وتمكن من إقناعهم أن هؤلاء كفرة خارجون عن دين الإسلام، فهل إلقاء القرآن حلال؟»، لافتاً إلى أن «الأدلة الواضحة للعيان ترسِّخ في عقلية الطالب تكفير تلك الجماعات وأسباب التكفير».
من جانبها، أوضحت منى جاسم (مديرة مدرسة أهلية)، أن «احتفالات اليوم الوطني في المدارس أخذت طابعاً مختلفاً عن الأعوام الماضية، فهناك مدارس قدمت صور الدمار التي تتركها العمليات الإرهابية والتفجيرات، إلى جانب الشعارات الوطنية، وهناك من أقام أنشطة بخطاب وسيط، ولكنه يلخص قضايا وطنية كبيرة. وهذا ليس عيباً؛ لأن الوعي يتطور». وأشارت حاسم إلى أن بعض المدارس تقدم حلقات إرشادية، حول التعامل مع الأحداث الأمنية في المنطقة، والوقوف إلى جانب رجال الأمن، إضافة إلى سرد مصير الجماعات الإرهابية، وربط ذلك في الشأن الديني.
وأكدت أن «الوعي أصبح من مسؤولية الأهل والتعليم، فكلاهما مكمل إلى الآخر. ولا يمكن تجاهل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في عقولهم، وطمس وطنية بعضهم، وتوجههم إلى الفكر الضال».