علي أحمد البغلي- القبس الكويتية
اخواننا وزملاؤنا في الهيئة العتيدة لمكافحة الفساد التي صدر مرسومها المرقم 24 عام 2012.. الهيئة كما لو أن أمور الفساد كلها استتبت لها بالبلاد بالقضاء عليها، كما قضى القديس جورج على تنين الفساد في الأسطورة المسيحية! أعلمتنا بأنها ستقوم بالدور الآخر الذي ينص عليه مرسوم تأسيسها.. وهو الدور التوعوي التثقيفي، ينير لنا الطريق لفهم أفضل لمخاطر الفساد وآثاره المدمرة!
الهيئة برد توضيحي لمواجهة كم الاستهجان الذي لاقته مسابقتها للتصوير الفوتوغرافي، أرادت أن «تطيبها فعمتها»! في بيان الهيئة الذي نشرته القبس في 5 اكتوبر الجاري، بشرتنا باستعدادها للاحتفال باليوم الدولي لمكافحة الفساد! وأفادت أن قانون إنشائها الذي صدر منذ 3 سنوات لا غير ينص على أهداف واختصاصات ومهام الهيئة، ومن بينها تفعيل وتشجيع دور المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في مكافحة الفساد، وتوعية أفراد المجتمع بمخاطر الفساد وتوسيع نطاق المعرفة بوسائل وأساليب الوقاية منه.. الخ، الهيئة بينت أنها تسعى الى استثمار فعاليات الاحتفال باليوم الدولي لمكافحة الفساد الموافق 9 ديسمبر من كل عام بشكل مبتكر يخدم أهداف التوعية والتثقيف بمخاطر الفساد وآثاره المدمرة، وذلك من خلال التفاعل والمشاركة الجماهيرية.. وذلك عن طريق تدشين مسابقات في مجالات الكتابة والبحث والتصوير الإبداعي بأنواعه، فضلاً عن إطلاق مسيرة ضد الفساد تحت رعاية الهيئة. انتهى.
ونحن نشكر الهيئة، التي مضى على وجودها بين ظهرانينا حوالي الـ 3 سنوات، ولم نلمس منها أي مجهود ملموس في مكافحة الفساد المستشري أينما نولي وجوهنا في بلدنا الكويت! والهيئة، التي تستعد إلى الآن للاحتفال بيوم مكافحة الفساد، والذي سيكون بعد شهرين من الآن، يظهر أنها تعيش في مجتمع غير المجتمع الذي نعيش فيه! يكفي أن تدخل الهيئة ورجالاتها الأفذاذ إلى أي ديوانية أو تجمع لكويتيين لتسمع من رواد ذلك التجمع أو الديوانية قصصا يشيب لهولها الولدان من الفساد، كما سيرشدك القوم عن أنجع الطرق لمحاربته.. وهو الضرب بيد من حديد القانون على الفساد والمفسدين.. فالأمر لا يستلزم معجزات أو طلاسم لحله.. عدة كمائن لمرتشين في جهاز الدولة –وما أكثرهم – كفيلة بملء السجون بهم! ونقترح بهذا الصدد أن تساهم هيئة مكافحة الفساد وبميزانيتها المتضخمة – من دون ناتج – بجزء من تكاليف إقامة سجن نموذجي للفاسدين والمفسدين، حيث ستضيق بهم المؤسسات العقابية الحالية، لو شدت الهيئة حيلها. أما مكافحة الفساد بمسيرات بطول وعرض البلاد.. فنطلب من الهيئة تأجيلها بعض الوقت.. لكي نقتنع بمبررات وجودها –من دون فاعلية– حتى تاريخه!