أحمد التيهاني- الوطن السعودية-
هذه وصفة سرية للطريقة التي تجعل المسلم العربي السعودي عميلا دون أن يدري، حتى إنه يظن -لحسن نيته- أنه البطل المخلص الغيور، فيما هو عميل غافل تستخدم القوى الطامعة توجهاته وأفعاله "ذرائع" للتدخل في شؤوننا تدخلا تدميريا وتقسيميا.
العميل الغافل قد يكون صادقا وكارها لأعداء وطنه وأمته، لكنه يتبنى أفكارا تخدم الأعداء الذين يكرههم، من خلال انتمائه إلى أحزاب مؤدلجة ظالمة مصادرة مصنِّفة مشرذِمة.
إليكم بعض الممارسات التي تجعل من المسلم العربي السعودي عميلا دون علمه:
-يكون عميلا حين تصبح الطائفية محور الارتكاز في تفكيره، فيعمد "مخه" إلى تقسيم أبناء الوطن الواحد تقسيما طائفيا، يستبعد كل أسباب التعايش في الدولة الحديثة، بل وفي العالم القديم. وتاريخنا شاهد على أن التعايش سبب رئيس من أسباب القوة والاستقرار، وأن نقيضه سبب مباشر في الضعف والسقوط وتكالب الأعداء. ولكي يفهم الطائفي مدى ضرره، فلينظر إلى هويات وأهداف الدول والمنظمات التي يكرهها، وتسعى إلى تأجيج الطائفية بيننا، عله يتوقف عن خدمتها بطائفيته.
-يكون عميلا، حين ينتمي إلى حزب سياسي ذي أساس آيديولوجي، يصادر ويؤذي ويشوّه "ويعلْمن" و"يلبْرل" كل من لا ينتمي إليه من الأفراد، ويشن معارك محاولات الاقتحام ضد كل المؤسسات الإعلامية والثقافية والتربوية الصامدة أمام محاولات اختراق الحزب لها، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة والمجتمع كلّها. وفي هذه الحال تبدأ القوى الطامعة باللعب على أوتار السيطرة والتمكين التي يهدف إليها ذلك الحزب؛ ليتحقق لها التقسيم المبني على "تشرذم" مصنوع في الداخل، ولا شيء كالتشرذم يمهد الطريق أمام رسامي "خريطة الشرق الأوسط الجديد".
- يكون عميلا حين يخلق ذرائع غزو بلد إسلامي أو عربي، سواء أكان ذلك بعمليات إرهابية مباشرة، كما كان في أحداث 11 سبتمبر، التي كانت منحدرا سريعا نحو الذل، إذ أوجدت تلك الأحداث لأميركا ذريعة غزو بلدين: مسلم، وعربي مسلم، أم كان بتأييد مثل هذه العمليات ولو من خلال التوجه الفكري، أو الميل العاطفي اللذين يحوّلان الحماقات إلى بطولات، مما يفتح الأبواب أمام حمقى جدد، ليرتكبوا حماقات (ذرائع) جديدة.
-يكون عميلا، حين يظن أنه مجاهد، وهو ليس سوى قاتل، ومدمر لمقدرات وطنه. وإن خرج خارج الحدود، في رحلة قتل عبثية، بعد تحريضات حزبية، عاد خنجرا في ظهر وطنه. هو قاتل وحسب؛ لأنه لم يجاهد ضد عدو قط، ولم يحرر شبرا من أرض محتلّة. ولا يوجد عميل مكشوف أكثر من قاتل أهله، ومستهدف العسكريين من حماة وطنه، أو المحرض على جهاد وهميّ لغاية في نفس حزبه!
-يكون عميلا، حين يتعاطف مع فئة من الفئات السابقة، أو يوقع –مثلا- على بيان تحريضي التفافي، ظاهره الدين، وباطنه السياسة، يدعو إلى "الجهاد الصحيح" في سورية، ليزداد عدد الدواعش والقاعديين، أو حتى على بيان "جندري" يرفض مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية... هل فهمنا؟