خالد عبدالله الزيارة- الشرق القطرية-
سقوط الإمبراطورية الفارسية وتحطيم أسطورة إيوان كسرى على أيدي المسلمين في عصر الفتوحات الإسلامية التي قادها سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم ودخول الشعب الإيراني الإسلام بحب جارف، وما قدمه علماؤهم ومبدعوهم من إنجازات خدمت البشرية بسبب دعمهم وإخلاصهم لهذا الدين الحنيف ومساهمتهم في انتشار الإسلام في كل بقاع الأرض، وهي خاصية تنم عن التعاضد الذي أبداه الإخوة الفرس إبان ظهور الإسلام فإبداعات علمائهم ومبدعيهم تتحدث عما قدموه للأمة في كل المساحات المترامية الأطراف على خارطة العالم .
مسيرة الإسلام في دولة الفرس تاريخ ناصع ومعروف لكن ما نتابعه في العصر الراهن ينبئ بوجود توجه للقادة الجدد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحديثة لإعادة ترتيب المنطقة وفق أهوائهم وأحلامهم بعودة الإمبراطورية البائدة، وهذا من المحال بالطبع فدول الخليج العربية التي أسست كيانا صلبا تحت مظلة /مجلس التعاون لدول الخليج العربية/ لا تقبل بأي حال أن تفتعل حولها زوبعة قاتمة يشتم منها عنصرية بغيضة تهدف إلى إعادة شعوب المنطقة بمن فيهم الشعب الإيراني إلى سنوات الظلام واستذكار إمبراطورية عفا عليها الزمن، دولنا الخليجية تسعى إلى التنمية والتطوير بعيدا عن التوترات التي تصطنعها إيران في محيط المنطقة .
راجعت مقالة وزير خارجية إيران الدكتور محمد جواد ظريف التي كتبها مؤخرا في عدد من الصحف العربية والأجنبية، ونشر إحداها في جريدة /الشرق/ القطرية فوجدت فيها مخرجات مشجعة مثل دعوته إلى تشكيل «مجمع للحوار الإقليمي». التي اعتبرها البعض بمثابة رد على الفوضى والاضطرابات التي لا تعرف الحدود، ومن «الفراغ» المنتشر في الدول المجاورة لإيران .
وبفرض حسن النية وراء دعوة ظريف فإن دول الخليج أيدت مبادرته ووجدت قبولا عاما، وقد تزامنت بعد ذلك مع دعوة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر التي أعلن عنها في الأمم المتحد مؤخرا لحوار خليجي إيراني تستضيفه الدوحة، فإن الأمر يفترض التوافق على المبدأ لأن الدعوتين تحملان نفس الروح والغاية المطلوبة وتؤديان إلى استقرار لشعوب المنطقة، فهل ستقبل إيران بأن تتعامل مع دول الخليج العربي بندية، ودون تعالٍ أو استدعاء تاريخ الإمبراطورية الفارسية البائد .
سفير إيران في الدوحة أيد دعوة سمو الأمير واعتبرها في حوار مع الزميلة /الراية/ بداية طريق من التعاون البناء لصالح شعوب المنطقة التي تجمعها وشائج وأواصر وطيدة مع الشعب الإيراني هي أفضل الطرق للتفاهم والتواصل والتعاون .. وقال إن إيران لديها رغبة أكيدة في توطيد علاقاتها مع دول المنطقة؛ ولذلك كان ترحيبنا بهذه الدعوة من أمير قطر وأعلنا استعدادنا لذلك .
دول الخليج العربية تتفق قيادة وشعبا على حاجتها لترسيخ قواعد للتعاون مع الجارة إيران، ونتمنى أن نبدأ هذا الحوار من أجل أمن واستقرار المنطقة وعلى القيادات الإيرانية أن تعمل وفق المبادئ الأساسية في ميثاق الأمم المتحدة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة والالتزام بحسن الجوار والابتعاد عن التهويل بعودة الإمبراطورية الفارسية على حساب منطقتنا وشعوبنا. وسلامتكم