راشد العودة الفضلي- الشرق القطرية-
تأخر انصراف طلبة المدارس الى بعد الواحدة والنصف ظهرا، وأثقلت كواهل التلاميذ الصغار بأحمال تقصم الظهور يجرونها او يرفعونها في حقائب الدراسة.. وضع يثير الإشفاق وقضية تؤرقنا جميعا، وما يزال مسؤولو التعليم ومنظروه، يتجاهلون مناشدات الاهالي بتخفيف ما يعرف بساعات التمدرس، واوزان الحقائب المدرسية. وبينما تتدخل عوامل عديدة في صرف اهتمامات الطلبة عن التعليم فإن نصاب الحصص وساعات الدراسة الممتدة حتى وقت متأخر من النهار، تزيد في تكريس حالة المعاناة وتُفاقم من تدني مستوى دافعية الطلبة نحو التعلم، فأي مبرر يجيز احتجاز أطفال أبرياء، وطلبة يافعين ساعات طويلة داخل قاعات مغلقة على مقاعد خشبية، تحت قصف اجهزة التبريد المركزية، وحشو اذهانهم بكم متراكم من معارف ومعلومات تشتت نركيزهم، وتصدع رؤوسهم، وقد حملوا معهم أثقالا من كتب وكراسات وادوات، ثم يعودون بها في رحلة يومية شاقة مضنية، ويتعرضون لفوضى مرورية تهدد حياتهم كل يوم، كما ورد في نداء احد المواطنين عبر اذاعتنا الوطنية، وهو يصرخ منددا بهذا الوضع المرير، ومحذرا من عواقب وخيمة تكبد الدولة ميزانيات ضخمة لمعالجة آثارها السلبية، مؤكدا انها تخالف ابسط قواعد التربية السليمة ورعاية النشء، فلا هم يدركون شرف العلم، ولا هم يحرزون قصب السبق، خاصة أن مدارس هذا الزمان ـ ورغم حداثة بنائها وطرازها العمراني ـ تخلو من البرامج والانشطة اللا صفية المصاحبة، التي تلبي احتياجات ابنائنا وبناتنا النفسية والاجتماعية.. وكيف نسهم في تشكيل شخصية طالب العلم، أزاء تلك الاوضاع التعليمية الراهنة؟ لأن طالب الشيء محب له راغب فيه، فهل ينطبق ذلك على طلبة هذا الزمان، اذا كانت العوامل المذكورة آنفاً تفقدهم الرغبة في طلب العلم، وتنفرهم من البيئة المدرسية، وتقطع العلاقة الحميمية الواجب استمرارها بين الطلبة ومدارسهم؟! تربويون ومختصون وأولياء أمور يُجمِعون على ضرورة تعديل توقيت انصراف الطلبة من مدارسهم الى بيوتهم، ليعود طلبة الابتدائية عند منتصف النهار (12 ظهرا)، ويتلوهم الاعدادية بنصف ساعة (12.30ظهرا) ثم الثانوية في تمام الواحدة، وهكذا نضمن فارقا زمنيا مناسبا، يسمح بعودة الطلبة الى اسرهم براحة وامان، وأنسهم في تخفيف حدة الازدحام المروري الخانق، ونطمئن على وصول مستخدمي حافلات المدارس من الطلبة الى اهلهم قبل أذان العصر.
أيها الفضلاء.. إن الطالب والمعلم كلاهما بحاجة الى قسط كاف من الراحة، وتجديد النشاط والاستعداد ليوم دراسي جديد، بهمة ونشاط وحيوية، وهذا المطلب المهم لن يتحقق دون تقديم موعد انصراف كل منهم الى بيته وعائلته، بخفض زمن الحصص، وتقليص عددها ايضا، لنحقق ما نؤكده؛ بأن العبرة بالكيف وليست بالكم، وأن الجودة النوعية اهم من الكمية العددية!!
ننتظر تجاوباً عاجلاً وعادلاً من مسؤولي مجلس التعليم، حيال هذه القضية.