عكاظ السعودية-
أجمع مختصون على تحول في فكر الخلايا الإرهابية في سبيل محاربتهم للوطن، من خلال اتخاذ سبل غير مشروعة لتحقيق هدفهم.
وبين اللواء ركن الدكتور أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، أن ضبط خلايا إرهابية تتولى إدارة مصنع للمتفجرات وتفخيخ عمارة سكنية والاستعانة بالعنصر الأجنبي، يكشف أن هناك تحولات في نمط تفكير الجماعات الإرهابية، وقال: «رجال الأمن يسجلون كل يوم ضربات استباقية ناجحة دون خسائر في الأرواح أو إزعاج المواطنين وهو جهد كبير لاسيما أن القبض على العناصر الإجرامية يقود بلا شك لكشف معلومات مهمة، كما أن استعانة الجماعة الإرهابية بالعنصر الأجنبي له دلالة أخرى، فالمملكة تواجه حربين الأولى حرب ظاهرة ومعروفة والأخرى حرب خفية تقف وراءها وتغذيها جهات ودول تتربص بها وباستقرارها، ولا شك أن العنصر الذي تم تدريبه لتصنيع المتفجرات قد أوتي به من الخارج لضعف الخبرات المحلية في هذا النوع من مهارات تتضمن تصنيع المتفجرات، وبالتالي دمج عناصر أجنبية مدربة في الخارج لتصبح ضمن منظومة هذه الخلايا الإرهابية»، وتابع: «أبدع رجال الأمن في الوصول إلى هذه الخلايا بشكل سريع وبدون ضجيج الرصاص أو إراقة الدماء وهذا له مدلولات مهمة، وهي أن هذه العناصر مخترقة أمنيا والوصول إليها بات عملا أمنيا بامتياز، في حين أن هناك معضلة يجب الإشارة إليها حيث أظهرت بعض مواقع التواصل الاجتماعي أنه تم تصوير الموقع الذي تم مداهمته من أحد المواطنين مشتبها في الموقع ومحذرا منه دون أن يبلغ الجهات الأمنية، وهنا المعضلة أن البعض يكون لديه معلومة لكنه إما يتقاعس عن تقديمها للجهة المختصة أو أنه يتخوف من المساءلة والتحقيق، وفي كلتا الحالتين يجب العمل على سد هذه الفجوة حتى وإن بدت بسيطة مع حماية المبلغ من المساءلة أو أي متاعب قد تفاقم من إحجام البعض عن الإبلاغ».
وأكد المحامي والمستشار القانوني الدكتور ماجد قاروب عضو اللجنة الرئاسية في الاتحاد الدولي للمحامين، على حرص الأجهزة المختصة في تتبع منابع الإرهاب ومحاصرة بيئته انطلاقا من مقاصد الشريعة في حفظ أمن الوطن واستقراره ومقدراته ومكتسباته وصيانة مكانته وصون شبابه، والعمل على تجنيبه الويلات التي تجرعتها دول أخرى نتيجة التشرذم الفكري والانشقاق العقدي والتفرق والتمزق والتفكك والخروج على تعليمات ولاة الأمر مرورا بمستنقع الإرهاب، مشددا على أن هؤلاء سينالون جزاءهم الرادع كون عملهم ضربا من ضروب الحرابة والإفساد في الأرض، وقال: «ثمة مسؤولية كبيرة على عدد من الجهات التربوية والإعلامية والثقافية والرياضية والشبابية، بالإضافة لجمعية وهيئة حقوق الإنسان ومنابر المساجد لتحصين أبناء الوطن ونشر توعية بين الشباب والتأكيد على اللحمة الوطنية، واتباع تعليمات ولاة الأمر وعدم الانجرار إلى الأحزاب أو التداخل مع تيارات فكرية هدامة».