سلطان حميد الجسمي- البيان الاماراتية-
حققت المرأة الإماراتية الكثير من الإنجازات، بفضل حرص القيادة الرشيدة على تفعيل مكانة النساء في المجتمع وفي جميع المجالات، الأمر الذي كان له الأثر الأكبر في وصولها إلى كافة المناصب، لتعكس الصورة الحضارية للدولة.
هذه الإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية، خلال العقود الماضية منذ قيام الاتحاد، جاءت بفضل الرؤية الحكيمة لقادتنا، حفظهم الله، وإيماناً منهم بما قامت به المرأة في دعم مسيرة التقدم والازدهار، وهذا النهج الذي أسسه المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي كان له الدور الأساسي في دعم المرأة وإشراكها في جميع القطاعات، جنباً إلى جنب مع الرجل في بناء الدولة.
واستمراراً لنهج الدولة في تفعيل دور المرأة، جاء الإعلان خلال القمة الحكومية 2015، عن إنشاء مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، برئاسة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، من أجل تعزيز دور المرأة الإماراتية في جميع ميادين العمل.
إذ إن التوازن بين الرجل والمرأة، أصبح من أهم متطلبات ازدهار المجتمعات المتحضرة، وأحد السبل الرئيسة لتحقيق السعادة والأمن والاستقرار، ولهذا، كانت دولة الإمارات سباقة في هذا المجال، ولا تدخر أي جهد في سبيل دعم جهود المرأة وإتاحة المجال أمامها للمشاركة الفاعلة في تحقيق رؤية دولتنا، التي عملت على إذابة الفوارق بين الجنسين.
بما لا يخالف تقاليدنا العريقة، فأولت أهمية كبيرة لمشاركة المرأة في السلك الدبلوماسي، وفتحت باب التعيين في وزارة الخارجية، وأصبحت المرأة الإماراتية شريكاً مهماً في صناعة القرار، حيث تبوأت أرفع المناصب، وباتت تشغل اليوم أربع مقاعد وزارية في مجلس الوزراء، ما يعد من أعلى النسب تمثيلاً على المستوى العالمي.
وتعد معالي الشيخة لبنى بن خالد القاسمي، أول امرأة في الإمارات تتسلم حقيبة وزارية، حينما تم تعيينها وزيرة للاقتصاد في نوفمبر 2004، كما شغلت منصب وزيرة التجارة الخارجية، وقد صنفتها مجلة فوربس الأميركية، أقوى امرأة عربية، وفي المرتبة 70 ضمن القائمة الرئيسة لأقوى الشخصيات النسائية العالمية، التي ضمت 100 سيدة في العالم.
تحمل معالي الشيخة لبنى القاسمي، شهادة البكالوريوس في العلوم من جامعة ولاية كاليفورنيا، وأيضاً شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في الشارقة.
كما عينت السيدة لانا نسيبة، لتكون سفيرة الدولة لدى الأمم المتحدة، في الوقت الذي تعمل فيه الدولة على تقوية التزامها إزاء التحديات الرئيسة التي تواجه المنطقة والعالم. ونسيبة متخصصة في برنامج البحث الخاص بالأمن ودراسات الإرهاب، وحازت على شهادة الماجستير بدرجة امتياز.
وإلى جانب الدرجة العلمية المرموقة لنسيبة، فقد دعمت أعمالها وخبراتها اختيارها لتمثل الدولة لدى الأمم المتحدة، إضافة إلى عملها في منظمة اليونيسكو في باريس، مستشارة لمشروع خاص بالارتقاء بالمرأة العربية في مجال التدريب العلمي والتكنولوجي في منطقة الشرق الأوسط، كما عملت في مجلس دعم التفاهم العربي البريطاني المعروف في المملكة المتحدة.
وجاء تعيين هند العويس في منصب مستشارة أولى في المقر الرئيس لمنظمة الأمم المتحدة في نيويورك، تكميلاً لمسيرة المرأة التي بدأتها النساء الإماراتيات، ضمن أولويات استراتيجية تمكين وريادة المرأة في الدولة.
فالإنجاز الذي حققته العويس، يضاف إلى سجل الفخر والاعتزاز الخاص بالمرأة الإماراتية، التي أثبتت أن ما وصلت إليه، ما هو إلا ثمرة ما حرصت القيادة الرشيدة على غرسه.
يذكر أن هند العويس التحقت بالسلك الدبلوماسي عام 2000، وشغلت أثناء عملها في وزارة الخارجية، منصب مساعد خاص لوزير الخارجية، كما تولت منصب مستشارة وقائمة بأعمال في النيابة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة.
هذه فقط نماذج حية لسيدات إماراتيات منخرطات في العمل الدبلوماسي، وحققن إنجازات شخصية ووطنية، تؤكد أن المرأة الإماراتية، استطاعت أن تبهر العالم على الصعيدين الداخلي والخارجي، بالنجاحات المتعددة التي تحققها، وأن حضورها بات بارزاً، بفضل تعليمها الراقي وقدراتها المتميزة التي أبهرت العالم، خاصة أن المرأة في دول غربية، ناضلت لتحصل على حقوقها.
لذلك، نفتخر نحن، وينبهر العالم بتجربة المرأة الإماراتية، وبالفرص الممنوحة لها، وأيضاً بقدرتها على إثبات جدارتها، ما يزيد ثقة القيادة بها، ويوسع تفعيل دورها في مختلف المجالات.