الوطن البحرينية -
عبرت أسر وعوائل عن مخاوفها من بعض الممارسات السلبية والمشبوهة داخل العشش «الدفنة» الموجودة على سواحل محافظة المحرق بصفة عامة وساحل البسيتين بصفة خاصة، وكشفوا لــ»الوطن» عن استغلال ضعاف النفوس لهذه العشش في ترويج المخدرات والممارسات المشبوهة ليلاً، والقيام بأعمال تهدد الأمن العام والأشخاص والحيوانات.
وطالب محافظ المحرق سلمان بن هندي المناعي من النواب في البرلمان والأعضاء البلديين الذين منحهم الأهالي أصواتهم بأن يكونوا على قدر المسؤولية تجاه العشش التي تمثل هاجساً حقيقياً لأبنائهم، وتوسع الفجوات بينهم وبين أزواجهم وأبنائهم، معبراً عن حزنه «تدمع عيني عندما أرى السواحل بالخارج مع أن لدينا الأجمل»، معترضاً على اقتراح رئيس المجلس البلدي بتكوين لجنة تضع اشتراطات عند الإخلال بها تزال، قائلاً «لا.. أنا لي الحق بإزالتها لأنها غير قانونية». وعلى الجانب الآخر أكد أعضاء مجلس بلدي المحرق أنهم لا يمانعون من إزالة «العشش» إذا ثبت أنها مخالفة.
مواطنون يشتكون
وتبين لـ «الوطن» خلال جولة ميدانية أجرتها على سواحل المحرق، العديد من الممارسات المشبوهة من وجود لزجاجات المسكرات، كما امتلأت العشش بالمواد القابلة للاشتعال والأخشاب والإطارات، والنفايات، وأقفاص تربية طيور وحيوانات، وأثاث منزلي، وهذا يدل على أن حياة أصحاب «العشش» وزائريها حياة مستمرة ما قد يؤدي لتوسع الفجوات والتفكك الأسري الذي يمكن أن تتعرض له بعض العوائل البحرينية.
وعبر المواطن (ع.ي) عن غضبه الشديد من وجود مثل هذه «العشش» التي تفسد أخلاق أبنائهم، موضحاً أنه يعاني من مشكلة كبيرة بسبب وجود هذا الفساد على أراضي المحرق «لدي صهر متخذ البحر رزقاً إضافياً، يصطحب أبناءه معه في هذه المنطقة، وهو ما يثير مخاوفي من أن يسحبون لتيار الفساد والذي بدأ بالسجائر، رغم أن هدفهم لزيارة هذا المكان سامٍ». مضيفاً «كنت أمتلك دكاناً صغيراً قريباً من هذه الأماكن وكنت أرى بعيني وأعرف شباباً في ربيع أعمارهم ملقين على الأرض من شدة تخديرهم، ومنهم من توفى أمام عيني، فأنا أعلم جميع ما يحدث عن طريق البحر من تهريب أسلحة، ومخدرات، وأشخاص من وخارج البحرين، وحيوانات»، وأوضح أن حياته كانت مليئة بالعديد من المواقف لاحتكاكه بمثل هذه الأماكن قرب مكان رزقه.
ومن جهته أكد المواطن صالح الحسن أن المحافظ لم يشدد على هذا الموضوع، إلا إذا كان خطيراً، مضيفاً: «من حقنا كمواطنين الاستمتاع بسواحل ديرتنا، ولكن وجود مثل هذه العشش سيمنعنا من الاستمتاع، فالمستفيد الوحيد من السواحل هم أصحاب هذه العشش»، مشيراً إلى أن الاهتمام بالسواحل أمر في غاية الروعة، وقال: « نحن نفتقر لمثل هذه السواحل الجميلة التي تجذب السياحة وتكون بمثابة متنفس لأهالي المحرق والمملكة بأكملها، متسائلاً «لماذا لا نبدأ بإنشاء العديد من المشاريع كالمطاعم، والمقاهي...إلخ، ولنستثمر سواحل البحرين وتكون دخلاً قوياً للمملكة ومتنفساً للمواطنين».
بن هندي يحذر
ومن جانبه أكد محافظ المحرق سلمان بن هندي أن التقارير الأمنية بأكملها تؤكد حدوث أمور مخلة بالآداب على سواحل المحرق بمنطقة «العشش» متسائلاً «إلى متى نحن في احتكار للسواحل وأعمال «بطالية» تتواجد على سواحل المحرق؟ وأين أهل المحرق في السابق؟ حتى «الغنمة» لا تدخل «الفريج»، أما الآن فلا نرى سوى المناظر السيئة لـ»العشش» والممارسات المشبوهة في السيارات بالليل في هذه السواحل».
وناشد بن هندي أهالي المحرق بالمساهمة في التخلص من هذه العشش، وقال: «بل هو حق وواجب يجب تنفيذه عليهم، ومن يشكك في كلام المحافظ أو الأخوة الصحافيين يتفضل عندنا الساعة السابعة مساء على السواحل ويرى بنفسه ما يحدث، بالإضافة للشكاوى التي تصل لنا، وما تم تواجده منذ أسبوعين ثلاث ممارسات سيئة في حق أطفال».
وأضاف المحافظ «أنا لا أريد المواطن المحرقي الذي لديه هذه النخوة العظيمة يجلس مغفلاً في عبوره إلى المنامة ورجعته ولا يلتفت على هذه «العشش» والممارسات التي تحدث بداخلها، نحن نرى سواحل الأخوة المقتدرين في العالم الجميلة، والأطفال الذين يلعبون، لماذا نحن أطفالنا لا يلعبون و»محكورين» في الشقق وفي هذا الحر لا يذهبون إلى الساحل»، داعياً كلاً من النواب والمجلس البلدي والمواطنين الوقوف مع هذه القضية».
وتساءل بن هندي: «هل من المعقول وزير يرسل رسائل للمحافظ والمجلس البلدي يتعهد فيها بإزالة العشش وبعد هذه الفترة، ويجدد الرسالة وليومنا هذا لم يتحرك؟ ولا يستدعيهم؟ مؤكداً أن البيوت «مبتلية» بأولادها وأزواجها المتواجدين في العشش إذا تريدون انظروا لطبخ الغداء، طيلة الوقت هناك ولا يرجعون بيوتهم لهذه الدرجة، ولديهم الاستعداد ليقودوا معركة ضد من يطالب بإزالة العشش، لأن حياتهم العشش».
ولفت المحافظ إلى أنه لا يجوز إطلاقاً، أن نحرم أهالي المحرق بأكملها من سواحلها الجميلة، التي يفترض أن يتمتعوا بها بإنشاء فنادق ومقاه ومطاعم عليها، فلماذا لا نفرج عنهم، فهمومهم كثيرة، ومن حقهم أن يتمتعوا بمتنفس داخل مملكتهم، أنت تستطيع أن تخرج عائلتك خارج البحرين لكن العوائل ذات الدخل المحدود لا تستطيع؟»، معبراً عن حزنه لهذا الوضع قائلاً: «تدمع عيني عندما أرى السواحل بالخارج مع أن لدينا الأجمل، المحرق بأكملها ساحل، لا يوجد متنفس سوى الحوض الجاف، وأين باقي السواحل؟ فهي عشش وفوضى».
وحول دور مجلس النواب في هذه القضية قال بن هندي: «لا نريد صراخاً في المجلس نريد أفعالاً!».
آل سنان يضع شروطاً
ومن جانبه، قال رئيس المجلس البلدي محمد آل سنان بخصوص العشش على سواحل المحرق: «رفعنا أول رسالة للمجالس الأهلية داخل «الفرجان»، أما العشش على السواحل نحن لم نرفع خطابات عنها ولكن شملت مع القرار»، وأوضح أنه سيتم تشكيل لجنة تضع اشتراطات لوجود العشة، وإذا حدث فيها ما يخل بالآداب فإنه يجب إزالتها، فموقفنا واضح وثابت، لا نمنع إزالة العشة إذا كان بها مخالفة، ولكن نحن لدينا برنامج به عدة مشاريع على أراض غير مستحقة أي أراضي مواطنين وأخرى تابعة للدولة».
واعترض بن هندي على رد رئيس المجلس البلدي، وقال مستغرباً: «تزال إذا حدث ما يخل بالآداب!!»، وأكد أنه من حق المحافظ إزالتها جميعاً لأنها عشش غير قانونية.