أحمد بودستور- الوطن الكويتية-
ﻻشك ان التدخل الروسي في سوريا بهذه الطريقة السافرة واﻻستفزازية هي ضربة معلم !! ﻻن الرئيس الروسي بوتين يريد ان يضرب عدة عصافير بحجر واحد وكلها تدل على دهاء سياسي ﻻيحتمل الخطا ﻻنه الخطا فيه سيكون ثمنه باهظا.
هناك حسابات للتدخل الروسي ليس لها علاقة بتنظيم داعش وﻻ النظام السوري وهذه مجرد ذرائع للتدخل وادوات للضغط لتحقيق مصالح استراتيجية لروسيا وياتي في مقدمتها المعلومات التي تسربت مؤخرا عن اكتشافات نفطية هائلة في المياه اﻻقليمية السورية وهي تكاد تتزامن مع اكبر حقل للغاز في العالم اكتشفته شركة ايني اﻻيطاليه في المياة اﻻقليمية المصرية والذي تقدر احتياطياته بـ 30 مليار متر مكعب من الغاز مصحوبا باحتياطي اقل للنفط الخام فى البحر المتوسط.
ان المعلومات التي تسربت من شركة كانت تقوم بالتنقيب عن النفط في المياة اﻻقليمية السورية ان هناك 14 حقل بترولي يمكن انتاج النفط والغاز منهم وتقدر كميه البترول التي يمكن انتاجها من 4 حقول فقط موجودة في المنطقة التي تقع بين طرطوس والحدود اللبنانية بنفس الكمية التي تنتجها الكويت يوميا وهي 3 ملايين برميل نفطي ناهيك عن بقية الحقول.
ﻻيخفى على احد حرب اسعار النفط التي كانت تستهدف روسيا وايران وقد تضررت روسيا كثيرا من انخفاض اسعار النفط وهي تريد تعويض خسائرها التي تقدر بالمليارات.
ايضا تريد روسيا ان تكون قريبة من كل من العراق وايران حتى تساعدهم علي زيادة انتاج النفط وبذلك تضرب اقتصاد الدول التي تقف وراء خفض اسعار البترول وهي معروفة فهناك الوﻻيات المتحدة اﻻمريكية التي زادت انتاج النفط الصخري مما اثر علي اﻻسعار وهناك المملكة العربية السعودية التي تتحكم بالحصة التي تنتجها منظمة اوبك وترفض تخفيضها لرفع اﻻسعار.
هناك حرب نفطية مكشوفة بين معسكرين احدهما تتزعمه الوﻻيات المتحدة واﻻخر تتزعمه روسيا ومعها ايران من طرف اخر وسوريا اليوم هي الدجاجة التي تبيض ذهبا ولذلك فهناك حرب عالمية تكاد تشتعل فيها .
هناك تصفية حسابات بين روسيا من جهة والوﻻيات المتحدة اﻻمريكية واﻻتحاد اﻻوروبي من جهة اخرى حول جمهورية اوكرانيا وهناك عقوبات اقتصادية فرضتها دول حلف الناتو على روسيا وكلفتها كثيرا علاوة علي ان روسيا كانت تصدر الغاز لدول اوروبا عن طريق اوكرانيا وﻻيخفي علي احد ان جمهورية اوكرانيا كانت جزءا من اﻻتحاد السوفيتي سابقا وتوجد بها مفاعلات نووية وكذلك اﻻسطول الروسي وكل هذا خسرته روسيا بعد الثورة التي قام بها الثوار اﻻوكرانيون ضد الجيش الروسي الذي كان يتواجد في قواعد عسكرية في اوكرانيا.
ان اوكرانيا يوجد بها تقريبا 10 ملايين روسي من اصل 45 مليون هو عدد سكان اوكرانيا وروسيا تريد حماية هؤﻻء من بطش الثوار اﻻوكرانيين الذين تساندهم دول حلف الناتو ولهذا نجد ان التدخل الروسي يهدف الي مساومة دول حلف الناتو وفي مقدمتهم الوﻻيات المتحدة اﻻمريكية حول رفع العقوبات عنها واعاده نظام الحكم الموالي لها والذي تمت اﻻطاحة به .
يقول المثل (ان وراء اﻻكمة ماوراءها ) والتدخل الروسي في سوريا ليس بالضرورة للقضاء علي داعش وحماية النظام والجزار بشار انما هي مصالح روسية يسعي الرئيس بوتين لتحقيقها واذا ماتم اﻻتفاق حولها مع دول حلف الناتو فمن السهل ان تكون هناك تسوية للقضية السورية وازاحة كل من النظام السوري وتنظيم داعش عن المشهد السياسي واﻻ سيكون البديل دمار شامل .