قبل الربيع العربي، و اهتزاز الأوضاع و دخول اليمن في دوامة الفوضى و عدم الاستقرار، لم تكن هناك اية احتمالية للخروج من هذا الوضع بادية في المستقبل القريب، فقد ظل اليمن طوال القرن العشرين يمثل مصدراً لعدم استقرار الخليج العربي، بحكم الجوار الجغرافي و الاجتماعي، خاطة لأقطار مثل العربية السعودية و عمان اللتين تشتركان معه في حدوده من ناحية الشمال و الشرق. لقد ساهمت الأوضاع الاقتصادية و التنموية المتردية في اليمن، و الوزن الديمغرافي الكبير (مقارنة بالاقطار الخليجية)، في عدم استقرار الأوضاع الداخلية في أقطار الخليج العربي، حيث بات اليمن عند أغلب المحللين أحد مصادر التهديد غير المادي (اللاعسكري) الذي يواجه أقطار الخليج العربي. إن أوضاع اليمن كدولة فاشلة (Failed State) جعلته يبدو بالفعل رجل الجزيرة العربية المريض، و هو ما قد يؤدس إلى تحظيم النظام الإقليمي الخليجي بصورة كاملة، إن لم تتم مواجهة التهديد الذي يمثله اليمن و مساعدته على الخروج من معضلاتع الأمنية و السياسية و الاقتصادية المعقدة