زبن البذال- الانباء الكويتية-
تميزت الكويت ولله الحمد بالديموقراطية والحرية منذ ما قبل قيام الدستور بل ومنذ ما قبل نشأة الكويت الحديثة، لذلك أهل الكويت جبلوا على التشاور والتحاور وحرية الرأي فيما بينهم، إلى أن استمر هذا الوضع الى يومنا هذا من خلال الالتقاء في الدواوين والأسواق وفي المحافل والتجمعات المختلفة وهذا ما أدى إلى النقلة النوعية في بداية ستينيات القرن الماضي عندما بدأت عجلة الحركة الانتخابية تدور على جميع المستويات، بدءا بالانتخابات النيابية والبلدية وبعدها انتخابات جمعيات النفع العام والنقابات والنوادي الرياضية والجمعيات التعاونية والغرف التجارية والصناعية، إلى أن انتقلت على مستوى طلبة الجامعة وكانت تعد نقلة نوعية لأنها شملت شريحة كبيرى من المواطنين ومن الجنسين ومن مختلف الكليات النظرية والعملية ولا شك أنها قامت وأنشأت وتأسست من اجل خدمة الطلبة والارتقاء بالعملية التعليمية وكانت الانتخابات في تلك الفترة برامجها وأهدافها وطموحاتها من خلال القائمين عليها والمشاركين بها من جميع القوائم تختلف تماما عما يحدث وحدث بالفعل في السنوات القليلة الماضية.
في تلك الفترة كانت القوائم لا تفرق بين الطلبة ولا يوجد بها تمييز أو تعصب لفئة دون الأخرى وسياستها كانت منصبة على التطور والتغيير في الجوانب التعليمية وكانت تقوم بإعداد الكثير من الملتقيات الطلابية والمهرجانات الهادفة وتتفاعل مع كل قضايا المجتمع المختلفة وحتى على مستوى الأحداث الخارجية كان لها رأي ومشاركة فاعلة إضافة إلى القيام بالأنشطة المتعددة من رحلات داخلية وخارجية للطلبة المتفوقين والمتميزين لاطلاعهم كل ما هو جديد في العلم والتقدم وزيارة الأماكن السياحية والتاريخية للترفيه وللفائدة.
اليوم، الوضع اختلف تماما فقد دخلت العصبية القبلية والطائفية على الخط وأصبح الشغل الشاغل هو نجاح القائمة الفلانية التي تحتوي أسماء قبيلة أو طائفة معينة، وقد شاهدنا أيضا المشاجرات التي تحدث في بعض الكليات وتصل في أحيان كثيرة إلى الضرب والسباب والشتائم والفوضى في مكان يفترض انه مكان للدراسة وللعلم وليس حلبة مصارعة بين القوائم الانتحابية على مرأى وسائل الإعلام المختلفة والهدف من هذا ليس من أجل الارتقاء بالعلم وخدمة الطلبة وتطوير العملية التعليمية ومساندة الهيئة التدريسية ولكن ما يحدث من أجل التنافس القبلي والطبقي والطائفي لدرجة أنه تعدى حدود الكويت، ووصلت العدوى إلى الدول الأخرى التي توجد بها اتحادات للطلبة، وتقام بها انتخابات هناك وهذا في مجمله ما جعل وزير التربية يصرح قبل فترة ويفكر في حل اتحاد الطلبة وإلغاء الانتخابات بسبب كثرة المشاكل في الآونة الأخيرة، وطبعا نحن هنا لا نؤيد الوزير ولا نشجع مثل هذه الخطوة إلا أنه يجب على المسؤولين في الجامعة دراسة الوضع جيدا والقيام بإجراءات احترازية ووضع الخطط التي من شأنها الحد من هذه الظواهر السلبية والدخيلة على مجتمعنا حتى لا تتضخم وتتوسع المشكلة في المستقبل وتصل إلى أمور لا تحمد عقباها، مع تمنياتنا بالتوفيق والنجاح لإخواننا وأبنائنا الطلبة وكل عام والجميع بخير.