علي العمودي- الاتحاد الاماراتية-
أطلق مركز «صواب» مؤخراً الجزء الثاني من حملة فضح أكاذيب تنظيم الدولة الإرهابي «داعش» بهدف توعية الشباب بحجم وأبعاد التضليل الذي يمارسه التنظيم، ويتخفى وراء أعظم الرسالات والأديان لتنفيذ مآربه القذرة وإشباع أهواء الأمراض النفسية لزمرة الملتاثين والأبوات الجدد الذين باتوا يتصدرون مشهد الدمار والدماء في المناطق التي ابتليت بوجود هؤلاء المجرمين والقتلة.
وكان المركز الذي يتخذ من عاصمتنا الحبيبة أبوظبي قد أطلق الجزء الأول من الحملة بإظهار وجهة نظر المنشقين عن «داعش»، ممن عادوا إلى جادة الصواب والحق والحقيقة، بعدما ظهر لهم حجم التضليل والضلال الذي يمثله التنظيم الإرهابي، وجاء الجزء الثاني من الحملة ليوضح لعامة الناس وبأسلوب سهل بسيط جملة أكاذيب كان التنظيم الإرهابي يستخدمها لتحسين «صورته القبيحة» وشعاراته الزائفة التي كان ينفذ من خلالها ليجند المغرر بهم. وبصراحة، هؤلاء الإرهابيون تسببوا في تشويه ما بعده تشويه للإسلام والمسلمين، وتسببوا في ضرب أزهى صور العلاقات بين الناس. ونعني صلة الرحم، ونحن نطالع تلك الصورة الصارخة لغدر شقيقين بابن عمهما وصهرهما في المملكة العربية السعودية قبل أسابيع. وحتى أصبح كثيرون ينظرون في شك وريبة تجاه كل من يبرز شيئاً من مظهره الملتزم من لحية وثوب.
لقد كانوا يعمدون في ضلالهم وتضليلهم لضرب أقدس العلاقات بين الابن ووالديه باستغلال الدين الإسلامي الذي يحثنا دوماً على طاعة الوالدين مهما اختلفنا معهما. كل ذلك تمهيد لتقويض علاقته وطاعته واحترامه لولي أمره، وبالتالي الدولة التي ينتمي إليها، وبعد ذلك جر المغرر به إلى قيعان الجحور والأوكار التي يختبئون فيها.
جهد كبير يقومون به لأجل هذه الغايات الدنيئة، مستغلين وسائط ومواقع التواصل الاجتماعي. ولذلك يقوم مركز «صواب» بجهد أكبر في مواجهة هذا التضليل والأكاذيب التي يسوقها التنظيم الإرهابي، ويعمل على إيصال القيم والأصوات التي تعبر عن مجتمعاتنا المسلمة وقيمها النبيلة والأصيلة. ويساعد على بلورة وعي الشباب للتصدي لهذه الأفكار المتطرفة، وتعزز ثقتهم بأنفسهم بذلك لرسم مستقبلهم وتحديد خياراتهم حتى لا يبقوا وحيدين في ساحات التواصل الاجتماعي أمام المضللين.
أمام فظاعة وفداحة ما يقوم به الإرهابيون، وفي مقدمتهم، «الداعشيون» نحيي مبادرة «صواب» والجهد الرفيع للمركز في التصدي للضلالة والتضليل، وندعو الجميع للتفاعل مع رسالته بتوجيه الشباب للاستفادة من جهوده الطيبة والمحمودة.