رأي الشرق القطرية-
جاء مقترح بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بتشكيل حكومة وفاق وطني، تهدف إلى إنهاء النزاع الذي راح ضحيته الآلاف على مدى أكثر من عام، ليضع لبنة أساسية ومهمة على طريق الحل السياسي للأزمة الليبية، وليقدم دفعا للحوار الليبي الذي عانى لفترة طويلة من الجمود، كان ثمنها المزيد من التوتر والعنف والفوضى.
ومن هذا المنطلق أكدت وزارة الخارجية استمرار دعم دولة قطر للجهود الساعية إلى إنجاح الحوار الليبي برعاية الأمم المتحدة؛ بهدف التوقيع على الاتفاق السياسي والإعلان عن حكومة وحدة وطنية. ورحبت وزارة الخارجية، بما توصل إليه فريق الحوار الليبي في جولته الأخيرة في مدينة الصخيرات المغربية، تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من مقترحات لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. كما قدمت قطر الشكر لجميع منسوبي بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وعلى رأسهم السيد بيرناردينو ليون، الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا على الجهود التي بذلوها في تيسير الحوار، وصولاً إلى هذه المرحلة الحاسمة من الاتفاق.
هذا الموقف القطري يؤكد وقوف الدوحة الدائم وراء الشعب الليبي الشقيق، بمختلف مكوناته، في سبيل تحقيق أهداف ثورة 17 فبراير، التي وضع من خلالها حدا للدكتاتورية، وأراد فتح صفحة جديدة في تاريخه النضالي العريق، مرحلة تقوم ركائزها على الحرية والديمقراطية والتنمية، الأمر الذي تأمل دولة قطر أن يتحقق من خلال توافق الأطراف الليبية على حل سياسي توافقي بالحوار الصادق والجاد. خاصة مع استمرار دولة قطر في تقديم كافة أشكال الدعم للنهوض بالحكومة الليبية القادمة، وتسيير أعمالها، وبناء الدولة الليبية، من خلال تضافر جهود الأطراف الليبية وبمشاركة كافة مكوناتها، من أجل انتقال ليبيا إلى الدولة السلمية والمدنية.
ليبيا اليوم بحاجة لدعم كافة الأطراف الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة لإنجاح حوارها السياسي، وتجاوز معوقاته، حفاظا على مقدرات هذا البلد، وصونا للأمن الإقليمي والدولي.