خالد السويدي- الامارات اليوم-
كل يوم تخرج دعوة غريبة لا نعرف لها محلاً من الإعراب، ولا ندري من أي مستنقع قد خرجت سوى أنها دعوات لا تتناسب مع أي مجتمع متحضر ومتدين مثل المجتمع الإماراتي.
قبل فترة قرأت كتابات تدعو للاعتراف بالشواذ ومثليي الجنس، بل تدعوها حرية شخصية، والوقوف ضدها ومنعها يندرج تحت الممارسات العنصرية اللامقبولة في مجتمع الإمارات، وترى أنه من حق مثليي الجنس العيش بالطريقة التي يريدون أن يعيشوا بها من دون أي ضغوط.
• الحديث عن حقوق الشواذ ومثليي الجنس سفاهة ليس لها مكان هنا ولا في المجتمعات الإسلامية.
شخصياً أقف بقوة مع حرية التعبير، وليس هناك أي مشكلة في الحديث عن الموضوعات المختلفة سواء اتفقنا معها أو اختلفنا، أما أن يكون الحديث عن حقوق الشواذ ومثليي الجنس فهذه سفاهة ليس لها مكان هنا ولا في المجتمعات الإسلامية.
لنتفق أولاً على أن مثليي الجنس أو من يمارسون الشذوذ الجنسي سواء من الرجال أو النساء يرتكبون فاحشة حرمتها جميع الأديان السماوية، حتى الأديان غير السماوية لا تعترف ولا تقبل بها مهما كانت الأسباب والمبررات، ثم إنه قد ثبت أن وجود هؤلاء يمثل خطراً أخلاقياً على المجتمع، ويسهم في نشر الأمراض الجنسية، ويشيع الانحلال الأخلاقي.
توجد حرية في اختيار الدين، وحريات تتعلق بممارسة العبادات، وحريات اجتماعية وأخرى سياسية تتوافر في أي مجتمع متحضر، إنما من يؤكد على حرية المثلية الجنسية فمع احترامي له لا يعرف كوعه من بوعه في ما يتعلق بمفهوم الحرية الشخصية.
الحرية الشخصية لها ضوابط، ومن ينادي بحريّة المثلية الشخصية وعدم تجريم الشذوذ الجنسي سيطالب بأشياء أخرى، وسيطرح أفكاراً أشد ظلمة ودنساً من هذه الفكرة، هي مجرد دعوة شاذة لكن ستجد من يروج لها بعد حين، وسيبرر بعض المتخلفين أنها من متطلبات الحياة المدنية العصرية التي لا يوجد فيها أي تمييز بين البشر.
لقد ابتلينا في الفترة الأخيرة ببعض من يدّعون الفهم، ويتشدقون بالثقافة، وينادون بالحريات، ويتوهمون أنهم من كبار المفكرين، لذا نصيحتي لهم: من الجميل أن تقرأ، ولكن تأكد أن قراءة الكتب ليس بالضرورة ستجعل منك مفكراً ومنظراً وصاحب نظرة ثاقبة.