الرياض السعودية-
في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة حالياً يتوجب علينا جميعاً توحيد الصف وجمع الكلمة ودحر الأعداء، ليبقى الوطن شامخاً بإذن الله كما هو وعليه يتفق ويتوحد الجميع دون مزايدات أو مهاترات، خصوصاً في هذا الوقت الذي يتكالب فيه الأعداء من كل حدب وصوب، وتستهدف بلادنا في عقيدتها ورجالها ومقدراتها بكافة السبل وأصبحت شبكات التواصل الاجتماعي من أهم تلك السبل الموجهة لها والتي تشكل خطراً محدقاً على وحدة وأمن الوطن مما يحقق للأعداء مآربهم.
لا للتصنيفات الفكرية والمذهبية
ويبقى الدور الأكبر على العقلاء والقدوة من المفكرين والأدباء والدعاة والإعلاميين للتنبه لهذا الخطر المحدق والتصدي له، وإيقاف المشاحنات والمهاترات التي تحدث بسبب التصنيفات الفكرية والمذهبية، ولا بد أيضاً أن ندرك أن وحدة الوطن فوق كل اعتبار وأنه من أوجب الواجبات علينا جميعاً دون استثناء في هذا الوقت العصيب، إيقاف تلك المزايدات والمشاحنات بكافة صورها وأشكالها لكي نبرهن لأنفسنا أولاً ثم للعالم أجمع محبتنا للوطن بجمع الكلمة وتوحيد الرأي، خصوصاً إذا ما علمنا أن المناكفات والمهاترات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا تحقق للمناكفين سوى التشتت والانقسامات التي لا تخدم الوطن وإنما تخدم أعداءه.
تعامل حذر
في البداية أكد د. عبدالله اليوسف – أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- أن الثورة التكنولوجية في مجال التواصل الاجتماعي فتحت آفاق كثيرة للتواصل بين الأفراد وطرح أفكارهم والمناقشة بينهم بشكل سهل وميسر حتى ولو لم يكن هناك لقاء مباشر بينهم.
واضاف أن منصات التواصل الاجتماعي وخاصة "تويتر" اخذت نصيب الأسد من الحوارات الاجتماعية المختلفة، ويلاحظ المتابع لمثل هذه الوسائل أن هناك حوارات فكرية تتجاوز الحوار الهادف مع الأسف، بل وربما في أحيانا كثيرة تكون وسيلة أما للاشتهار أو تسويق بعض الأفكار المضادة لما ألفه المجتمع، مضيفا عندما ننظر بعين الفاحص الناقد إلى تأثير هذه الوسائل علي بنية المجتمع وما يطرح فيه من أفكار، نجد أن البعض منها ومع الأسف هي صراعات فكرية بين أصحاب التوجهات الفكرية المختلفة التي لا تخدم المجتمع، وإنما تزيد من مساحات الاختلاف غير المفيد في المجتمع، واستدرك قائلاً: صحيح أن حرية الرأي مكفولة للجميع في ضوء تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة وكذلك في ضوء قوانين ودستور المملكة، إلا أن هذه الحرية ليست حرية مطلقة وإنما يجب أن تكون مربوطة بتعاليم الدين الإسلامي الذي يؤكد على أهمية لزوم الجماعة ووحدة الوطن أمام كل حركات "التغريب" أو الأفكار المضادة لما يقوم علية النسق القيمي في المجتمع.
وأضاف: من الملاحظ في بعض الحوارات الفكرية بين بعض أصحاب التوجهات الفكرية والمذهبية، أنها ليست حوارات تهدف لى البناء وزيادة الوحدة الوطنية التي نحن أحوج ما نكون اليها، وإنما بعض الحوارات اما أن تكون لنشر أفكار معينة أو استنصار لرأي أو رغبة في الظهور والتواجد.
وقال: إن المجتمع بجميع آلياته الرسمية وغير الرسمية يجب أن يكون حذر في تعامله مع هذه الوسائط التكنولوجية وهذا الإعلام الجديد الذي أصبح ينتشر بشكل سريع بخيره وشره، ونحن نحتاج إلى نظرة تقيمية لواقع الإعلام الجديد ونظرة تضع الأمور في النصاب الصحيح حتى يكون معول بناء لا معول هدم في بناء الوحدة الوطنية، مبيناً أن الإعلام الجديد اليوم أصبح هو المتحكم والموجه للذائقة الاجتماعية وأصبح يشكل القناعة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية دون ضابط واضح أو فلترة لما يبث، وهذا مكمن الخطر والنقطة التي يجب أن نبدأ منها لتوجيه بوصلة المجتمع نحو الوجهة الصحيحة التي تؤكد علي البناء ووحدة الوطن.
التأثير على الرأي العام
من جهته أكد م. جعفر الشايب – عضو المجلس البلدي في القطيف – أن وسائل التواصل الاجتماعي في هذه المرحلة تلعب دورا مهما في التأثير على الرأي العام من ناحية سرعة نقل وتداول الأخبار والمعلومات وتوجيهها حسب المواقف المختلفة، وبسبب الاستقطابات الحادة التي تعيشها المنطقة العربية في هذه المرحلة، فإن التعبير من خلال هذه الوسائل أصبح عاكسا حقيقيا للمواقف القائمة سواء كانت متشددة أو معتدلة، ومن الطبيعي أن تتأثر مواقف مستخدمي هذه الوسائل بالوضع المتوتر حولها، وحالة الاستقطاب الحادة، وبالتالي يتم توظيف هذه الوسائل للتأثير على المؤيدين والمخالفين، ومع عدم تفعيل الأنظمة والقوانين التي تساهم في لجم الآثار السلبية والهجوم المتبادل لما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي فإنها تحولت إلى ساحة لتصفية الحسابات وتناول المخالفين بمختلف أشكال التعريض والسب والقذف دون أي مراعاة أو تقدير، مؤكدا ان الأخطر من كل ذلك هو أن ضعف الإحساس بالمسؤولية الوطنية لدى بعض المشاركين في هذه الوسائل يجعلهم يكثرون من المزايدات والمشاحنات بين مختلف المواطنين، وقد يكون هذا الأمر ليس مؤثرا عندما يصدر من عموم الناس لكن عندما يشترك في ذلك أصحاب الفكر والتوجهات الفكرية والدينية والمذهبية ويحولون هذه المواقع مثلا إلى منابر لتصفية حسابات فإنها بالتأكيد تساهم في خلق مناخ سلبي موبوء مليء بخطاب الكراهية والتحريض، وذلك يؤثر بالطبع في استقرار العلاقة بين مختلف المكونات الاجتماعية ويساهم في توتر العلاقة البينية وبالتالي تنعكس على مسارات الوحدة الوطنية بصورة سلبية، وتهدد استقرار المجتمع.
واضاف لذلك أقول: إننا نحن بحاجة إلى المزيد من الوعي بحيث يمكن أن نحول الاختلاف والتنوع في الآراء والأفكار والتوجهات إلى تنوع ثري نستفيد من أحسنه وأفضله، ونجعل من آلية التواصل التي تتيحها لنا هذه القنوات والوسائل إلى مجال للحوار وتبادل الآراء وفهم بعضنا البعض للوصول إلى مشتركات تخدم الوحدة الوطنية وتقرب من جهات النظر بدل أن تبعدها، مشيراً أن التعبئة السلبية والتحريض على العنف والكراهية والنقد المتطرف للآخر يجعلنا جميعا ندور في حلقة من السلبية والعداء والتأجيج مما قد يجعل مجتمعنا في حالة من الضعف والتشرذم والتفكك بدلا من الاندماج والوحدة والانسجام التي ينبغي أن تكون حاضرة لمواجهة العواصف والمحن التي تمر بها منطقتنا بشكل عام وتهدد كياننا الموحد، مردفا ومن هنا فإن مراعاة هذه الأوضاع ينبغي أن تكون حاضرة في المشاركات في وسائل التواصل الاجتماعي التي ينبغي أن توظف إيجابا وليس سلبا بما يخدم وحدتنا الوطنية بعيدا عن المذهبية والمناطقية والقبلية.
جمع الكلمة ووحدة الصف
بدوره يؤكد د. فلاح الجوفان –عضو هيئة التدريس في جامعة شقراء وعضو الجمعية الفقهية السعودية– أن المجتمع بعد انتشار وسائل التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي أصبح يعاني كثرة الخلافات وتبادل الاتهامات بين أفراده لا سيما المفكرين منهم وأرباب الرأي وحملة مشاعل العلم، في وقت أحوج ما يكون الوطن فيه إلى جمع الكلمة ووحدة الصف ونبذ الفرقة ورأب الصدع بين أبنائه، لما يحيق بالجميع من أخطار محدقة يحيكها وينسج خيوطها أعداء الأمة والوطن بشتى ميولهم ومشاربهم، ولذلك نقول: لقد أتفق العقلاء من الناس على أن الاجتماع والتآلف مطلب ضروري لا غنى عنه لأي أمة أو جماعة تريد الفلاح، وقد جاء الشرع بالتأكيد على هذا الأصل ورعايته، والحث عليه لأهميته، لاسيما وقت المواقف والأحداث التي تهدد الوطن وتعصف بالمجتمع.
وأضاف من هذا المنطلق نجد أن المحافظة على الجماعة والتآلف، من أهم أركان منهج التشريع الإلهي، قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ، قال ابن جرير الطبري: "وتمسكوا بدينِ اللهَ الذي أمركم به، وعَهْدِهِ الذي عَهِدَهُ إليكم في كتابه إليكم، مِن الألفة والاجتماع على كلمة الحق، والتسليم لأمر الله"، وروى ابن جرير الطبري بأسانيده إلى ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال في تفسير "حبل الله" إنه: "الجماعة".
وقد نهى سبحانه عن إتباع سبيل المتفرقين الذين اتبعوا أهواءهم فضلوا وتفرقوا واستحقوا العذاب فقال تعالى: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وأولئك لهم عذاب عظيم)، وقال عز وجل: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله).
واردف د.الجوفان بقوله: نعم اختلاف الآراء أمر واقع لا شك فيه، وهو أمر مقبول في حدود الشرع، لكن الأمر الخطير هو التفرق والتباغض تبعًا لاختلاف الآراء، وهو أمر مذموم نهى عنه الشرع كما قال تعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)، بل نجد الإسلام قد نهى عن الجدل العقيم والمراء المقيت والذي دأب كثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عليه في كتاباتهم ومنتدياتهم، والدافع إلى هذا النوع من الجدال شعور الشخص بتميزه ورجاحة عقله ومحاولة تسفيه آراء الآخرين، وهو من علامات الضعف والضلال؛ فقد قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: "ما ضل قوم بعد هدىً كانوا عليه إلا أوتوا الجدل". (ابن ماجة وحسنه الألباني)، مشيرا الى ان هذا النوع من الناس لا يحبه الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم: " إن أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الْخَصِم". (البخاري)، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن ترك هذا النوع من الجدال شاق على النفوس التي اعتادته فقد بشر من تركه بهذه البشارة العظيمة: "أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا". (أبو داود وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة).
ودعا في سياق حديثه أهل الرأي والفكر ورجال العلم والإصلاح لحمل رايات التضامن والتآلف، والحرص على رأب الصدع وجمع الكلمة ووحدة الصف وتضييق مجاري الخلاف، والقضاء على أسباب النزاع والخصومات لان الوطن يحتاج اجتماع الجميع، والعدو يتربص بهم.
وسائل التواصل كشفت الفكر
من جهته شدد الشيخ زبن بن جديع على أهمية إيقاف المهاترات بوسائل التواصل الاجتماعي ووضع حد لها وتطبيق اشد العقوبات الشرعية والنظامية على كل من يكتب وينشر ويسيء لأحد سواء فرد بعينه أم جماعة بعينها.
وقال: يبدو أننا لم نستوعب بعد حقيقة انه بين عشية وضحاها أصبح بوسعنا أن نقول ما نشاء ونكتب ما نشاء ونفعل ما نشاء ولا احد يمنعنا من ذلك فدخلنا وسائل التواصل الاجتماعي بقوه فكشفت أخلاقياتنا ومستويات عقولنا ودرجات أفكارنا وضحالة استشرافنا للمستقبل، فأصبح "توتير" فضاء واسعا لرمي التهم على بعضنا البعض وتبادل السباب بيننا والتذرع بالدفاع عن الدين والمذهب والمنطقة والقبيلة والأسرة دونما تحكيم العقل والمنطق وقبل ذلك تعاليم الدين الحنيف وسنة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وفقه أدب الاختلاف بين العلماء وأدب الحوار بين المثقفين.
مضيفا أصبحت المهاترات هي العنوان الأكبر لتصفية الحسابات وشخصنة الأمور ودخول العامة من الناس بمناقشات اكبر من مستويات عقولهم وعلمهم وفهمهم وكما يقال اختلط الحابل بالنابل، وماذا ستكون النتيجة، ستكون تكوين شلليات صغيرة تتكون وتنمو وتكبر وتنخر في جسد الوطن وتزرع بذور الفتنة بين مكوناته على حساب تنمية وتطور إنسانه ومكانه.
مشيرا انه قد يستغل أعداء الوطن ذلك ويدسون السم بالعسل فيلتهمه البسطاء ويكونون معول هدم للوطن وأهله، إذاً ونحن نعيش هذا الاستغلال السيئ لوسائل التواصل الاجتماعي يجب أن نعترف بفشلنا مع التعامل الايجابي لهذه الوسائل ونعترف بأننا لم نفهم بعد معنى المواطنة الحقيقية للوطن.
زرع الفتن
وحذرت تهاني عبدالهادي – باحثة اجتماعية – من خطورة الانعكاسات السلبية لما يحدث من مهاترات ومزايدات على وحدة وأمن الوطن خصوصاً في صفوف الشباب الذين يعكفون على وسائل التواصل الاجتماعي ويقضون معظم أوقاتهم عليها بل إن البعض يستقي ثقافته منها.
وقالت: إن الشباب فئة اجتماعية مهمة جدا في كل مجتمع، لها خصائصها ومميزاتها ومنها اكتشاف كل ما هو جديد وهذا جعلهم من أكثر الفئات إقبالا على الشبكة العنكبوتية باعتبارها المجال الرحب للدخول إلى نافذة العالم والإبحار في جهات العالم قاطبة، إضافة إلى أن الفراغ الذي يعيشه الشباب في الواقع وما يقع عليه من مشكلات اجتماعية واقتصادية والتي تقف عائق بينه وبين الاندماج في الحياة وتحقيق ذاته، فتكون الشبكة العنكبوتية هي الملاذ للهروب من هذه المشاكل وتعتبر هذه الشبكة المكان المرحب به لتحقيق ذاته وإثبات لشخصيته من خلال مشاركاته و إبداء الرأي والحوار والتعويض عما يفتقده في حياته الواقعية، مضيفة ولذلك سلبيات عديدة أهمها تبني عادات ومعتقدات غريبة عن المجتمع، وفقدان العلاقات الاجتماعية الحقيقة، وتؤكد ان شبكات التواصل كالتويتر والفيس بوك وسائل للتواصل وبناء العلاقات الاجتماعية والصداقات ولكن لو تم استخدامها بشكل خاطئ فإن هذا مؤشر خطر، بالذات لو كان هناك عزلة وابتعاد عن العلاقات الحقيقة، وإذا تطرقنا إلى الخطورة الحقيقة لوسائل التواصل الاجتماعي بعيدا عن العزلة والإدمان والآثار الجسدية والنفسية سنجد هناك التحريض على الآخرين ونشوب الشجار والخلافات والنزاعات بين الأشخاص سواء كانت عقائدية أو أيديولوجية أو سياسية أو مذهبية و طائفية.
وتشير الى ان هذه الوسائل تلعب من قبل بعض الأشخاص داخل شبكاتها ادوار تحريضية على سياسية الدول نفسها ولنا ببعض الدول العربية أمثلة اندلاع الثورات، والتي كانت مسبباتها الرئيسية التحريض، إضافة زرع الفتن و العنصرية التي نهى عنها رسول الأمة عليه الصلاة والسلام في قوله :"دعوها أنها منتنة".
وأضافت: نحن في مرحلة خطرة إذا لم نتدارك مشكلة بدائل المؤسسات الاجتماعية الأساسية والتي تراجع دورها بشكل كبير وحل محلها الأجهزة الحديثة التكنولوجية في تربية الأبناء فقد انتقلت التربية من المؤسسات السابق ذكرها إلى وسائل التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتويتر وغيرها مع الأسف والقنوات التليفزيونية.