رجاء العتيبي- الجزيرة السعودية-
صمت المرجفون في المدينة بعد ارتفاع البترول إلى 40 و50 دولار ، وتلاشت تحليلاتهم السلبية تجاه السعودية مع الرياح، ولم يصل سعر البترول إلى 30 دولار ولا أقل من ذلك كما توقعوا وأكدوا في أقوالهم، الاقتصاد السعودي بقى قويا كما كان، ولم تصل القرارات الاحترازية إلى بند الرواتب، ولم ينهر الاقتصاد وبقى الريال أقوى مما كان.
هذه صورة واجهناها قبل شهر تقريبا أثناء الانحدار المستمر لسعر البترول كأقسى انحدار مر على هذه السلعة العالمية، كدلالة واضحة أن هناك من يعمل (ضدنا) بشكل يومي، ويستغل الظروف العالمية والمحلية للنيل من وطننا، وليس هذا بجديد، ولكن الجديد تلك الحملات المنظمة من الخصوم، حيث أصبحت أعمالهم تلك (مستمرة) يعمل عليها موظفون معينون لهذا الغرض.
والجديد ـ أيضا ـ أنك تسمع هذا النوع من (الإعلام الموجه) من شخصيات محايدة، ومحللين معروفين، وأسماء لا تتوقع أبدا أنها منحازة، ولكنك حينما تحلل (خطابها الموجه) تعرف أنها أصبحت أقلاما مأجورة، تتبع اتجاهات معارضة للسعودية، وتكتشف أن هناك شركات (علاقات عامة) تعمل ضد السعودية وتسعى إلى تأليب الرأي العام الغربي علينا.
مواجهة هذا الإعلام الموجه بإعلام مضاد باتت ضرورة ملحة، عبر أعمال إعلامية مهنية متوافقة مع الزمن ووفقا للنظريات الإعلامية الجديدة والتعامل مع (سيكولوجية الجماهير) باحترافية عالية، لأن أي خطأ قد يعود بأثر سلبي.
وإذا ما عرفنا أن خصومنا يعملون على هذا الجانب، حتى (الحوثي) بات يعرض قضيته غربيا وكأنه الإنسان المظلوم، والأقلية المضطهدة، تعرف أهمية رفع مستوى الإعلام المضاد لتعرية الحقيقة، وكشف خطاب الخصوم المزور، وبيان الوجه الآخر من الحقيقة، فالغرب قد يتعاطف مع إعلام الخصوم عن قصد وإصرار وترصد وقد يتعاطف معه عن حسن نية لأنه الأقرب إليهم.
والتحرك الآخر الذي يعضد إعلامنا المضاد، العمل على بناء الإنسان، وتعزيز التنمية، وحلول المشكلات الداخلية أيا كانت، فمثل هذا التحرك يفوت الفرصة على الخصوم لاستغلال أي مشكلة داخلية لصالحه، كما يعزز مبدأ الإقناع القائم على قاعدة (إنك لا تستطيع أن تقنع إلا بما هو مقنع)، وهذا ما يجعل خطاب الخصوم تذروه الرياح لأنه ينطوي على تزوير وكذب وتلفيق فهو خطاب (غير مقنع) يكتشفه المحايدون مع الوقت.