هشام الزياني - الوطن الحرينية-

خلال الفترة الماضية وحين وضعت إعلانات في بعض الشوارع تعزي شعب البحرين بشـهداء الواجـب من جنـــود الجيـــش البحرينـــي الذيــــن استشهدوا فـي عــدن، قامـــت وزارة البلديات بوضع ملصقات على الإعلانات تظهر أن هذه الإعلانات مخالفة للقانون ويجب إزالتها..!!

ولا أعلم إن كانت الإعلانات مخالفة للقانون أم لا؟ لكننا فوجئنا بالبلديات ومفتشيها قد شاهدوا هذه المخالفات فقط، وأن لهم عيوناً ترى المخالفات!!

وكأن الأمور كلها سليمة بشوارع البحرين، ولا أدري أين هم مفتشو البلديات أو أمانة العاصمة «تشابهت علينا الأسماء»، الذين يبدو أنهم يرون بعين واحدة حين توضع إعلانات وأعلام ومنشورات وعبارات في بداية شهر محرم من كل عام؟

الأحداث والوقائع تقول إن هناك خللاً كبيراً في البلديات أو الأمانة العامة للعاصمة، حين تغض الطرف عن كل التجاوزات القانونية خلال شهر محرم، وترى إعلانات شهداء الواجب أنها مخالفة وتشوهها وتضع عليها أوراقاً وملصقات..!

حين نشرت عن المسجد في منطقة سند، وكيف تم بناؤه حتى اكتمل دون أن تتحرك البلديات، ودون أن يرى مفتشوها أية مخالفة، ويبدو أن لذلك خلفيات كثيرة يعرفها مسؤولو البلديات والأمانة، تفاجأت بأن الوزارات الأخرى قد راسلت البلديات، لكن لا حياة لمن تنادي.

وهذا يحتاج إلى تصحيح في وزارة غارقة حتى الرأس في الفئوية وفي تسليط قوانينها فقط على أناس دون آخرين.

ليس فقط لم تقم البلديات بالتحرك، وإنما كانت وزارة العدل قد أرسلت رسائل عديدة إلى البلديات حول وجود مسجد يبنى خارج القانون، ومن دون ترخيص، هذه الرسائل مضى عليها عام ونصف، والبلديات لم تتحرك، حتى وصلت الرسائل إلى مكتب الوكيل ولم يتحرك أحد.

وحتى بعد النشر، يبدو ألا شيء يحدث في هذه الوزارة التي تحتاج إلى زلزال يضربها حتى تفيق من البيروقراطية والإهمال والفئوية في رقابتها على المناطق والناس.

بعد نشر موضوع المسجد الذي بني خارج القانون على أرض مغتصبة، اتصل بي أحد المسؤولين وأخبرني أن هناك 17 مكاناً دينياً تم الانتهاء منه في تلك المنطقة دون ترخيص، مخالفة لكل القوانين ولم يحرك أحد ساكناً، المسؤول قال إنه أخطر وأبلغ أصحاب الشأن ولم يتحرك أحد، هكذا تسير الأمور في وزارة من أكثر الوزارات التي تعاني من أمراض مزمنة.

البلديات من أخطر الوزارات، وهي مرتبطة مباشرة بأعمال المواطنين وبالمستثمر، وبالتاجر، لكن هذه الوزارة في وضع يحتاج من مسؤولينا الكبار أن يتخذوا معها قرارات قوية، فلن نتطور في أعمال الدولة وهناك مكان تتعطل فيه المصالح وتتأخر بصورة غير مقبولة.

إن كان هناك للبلديات قانون، ومراقبة، ومفتشون، ومسؤولون، سوف نرى ونوثق عملهم خلال الفترة القادمة، حين تقع في كل عام تجاوزات للقانون، وتنشر عبارات طائفية وعبارات تسيء لأهل البحرين، دون أن يحرك أحد ساكناً في البلديات.

أوراقكم التي ألصقتموها على إعلانات تعزي أهل البحرين بشهداء الواجب، وكانت مزعجة لأهل البحرين، نريد منكم أيضاً أن نرى مفتشيكم حين يشاهدون كل المخالفات للقانون، وحين يتعمد البعض أن يلبس البحرين ثوب السواد حتى في الطرقات العامة، وكأن البلد ليس فيها شعب ومقيمون وأجانب وسياح..!

رسالة للدولة أن تلتفتوا إلى هذه الوزارة المحورية الهامة، والتي تتسبب في تعطيل مصالح الناس بالبيروقراطية، ولا نريد أن نقول ماذا يفعل البعض حتى تمر معاملته دون تعطيل..!