تواصل » صحف ومجلات

اللجنة الوطنية للانتخابات

في 2015/10/14

ابن الديرة- الخليج الاماراتية-

حين أطلقت الصحافة ووسائل الإعلام عليه صفة أو عبارة «عرس انتخابي»، فإنما عبرت عن حقيقة أكثر مما عبرت عن مجاز، وانتهى ذلك العرس وهو متوهج مثلما بدأ، بل وهو أكثر توهجاً وزهواً، والمهم الآن اشتغال المجلس الوطني المرتقب على قضايانا الوطنية بعين المخلص الخبير، محققين مطالب مجتمعية عاد وعبر عنها أحسن تعبير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث الكل، تحت قيادة القائد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يتعامل مع المجلس الجديد، ومع تجربة المشاركة السياسية إجمالاً بروح الأمل والتفاؤل، فهي واعدة ومبشرة، ويمكن تفعيلها وإنجاحها ببذل وحشد المزيد من الجهود.

في هذا السياق، والشيء بالشيء يذكر، تحضر اللجنة الوطنية للانتخابات، بكل خبرتها وخبرات رئيسها وأعضائها واللجان التي تفرعت عنها، وللمتأمل في الصورة الجميلة التي جمعت محمد بن زايد بأعضاء لجنة أبوظبي ما يبهج، ويشرح الصدر، فيغني، بالتالي، عن مزيد شرح.

بدأ نجاح اللجنة الوطنية حين أصدر صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، قرار تشكيلها في وقت مبكر، قبل إجراء انتخابات 2015 بنحو عامين، وفي المقابل، استثمرت اللجنة كل شهر وأسبوع ويوم وساعة في الاستعداد المتقن نحو انتخابات أقرب إلى الصواب ما أمكن، ولفتت النظر تلك المثابرة من اللجنة الوطنية بعد إقرارها جدولاً واضحاً وصارماً لا يحتمل الخلل أو التأجيل، فالجدول المعلن التزام معلن أمام الملأ وعلى رؤوس الأشهاد، وكل استحقاق من استحقاقات الانتخابات محدد بيومه وتاريخه وبرنامجه، وكل ذلك بأيد وطنية، وأسهم المتطوعون في خلق أبجدية التميز، وكان المشهد، كل المشهد، بكل تفاصيله، رائعاً، فهذا الفريق الكريم يستحق التكريم فعلاً، وننتظر أن تبادر اللجنة الوطنية إلى ذلك بأسرع وقت، ولا نظنهم غافلين، لكنها استراحة المحارب نحو التقاط أنفاسه بعد كل ذلك العمل الجميل.

شغل المتطوعين وحده حكاية، وإسهام الفتاة والمرأة الإماراتية وحده حكاية، وكذلك إسهام الشباب، ولقد طوق إتقان المتقنين إخلاص المخلصين، ومر العرس الانتخابي في أكمل بهائه، وفي أبهى كماله، ولم يخل الأمر من بعض الأخطاء البسيطة والهنات الهينات، ما يرجى معه عدم التكرار في المرات المقبلة، في حضور وتعاون نظام التسجيل السكاني وهيئة الهوية، ولقد حدث في هذه الدورة أيضاً، وإن بشكل أقل، ورود أسماء لمتوفين رحمهم الله، ضمن الهيئات الانتخابية، حيث إن وفاتهم لم تسجل في «الهوية»، ما يثبت وجود خلل في التعامل بين أقسام الطب الوقائي وأقسام تسجيل الوفيات من جهة، وهيئة الهوية المتقدمة أداءً وتأثيراً من جهة ثانية.

الصواب يكثر دورة بعد دورة والخطأ يقل، ومسار المشاركة السياسية المتدرج يثبت، دورة بعد دورة، أفضليته وجدارته.