تواصل » صحف ومجلات

العمانية وبناء المجتمع

في 2015/10/15

فوزي حديد- عمان اليوم-

تعيش المرأة العمانية أفضل حالاتها وهي تستقبل عيدها هذه السنة بكل فخر، إذ حصلت في العهد الزاهر على ما لم تحصل عليه مثيلاتها في الدول الكبرى، تقمدت على المرأة الغربية في كثير من المجالات وبقيت محافظة على عاداتها وتقاليدها، بل إنها جمعت بين الأصالة والحداثة فابتكرت أسلوبا جديدا في حياتها، وفّرت لها الدولة كل ما تحتاجه من تعليم وتأهيل وتدريب، سمحت لها بالانخراط في كل مجالات الحياة دون استثناء، أخذت في اعتبارها الحالات المتعددة التي تطرأ عليها كامرأة، وفّرت لها المناخ المناسب لتبدع وتقول رأيها، بل لتشارك في العمل السياسي وصنع القرار، ساوت بينها وبين أخيها الرجل في الحقوق رغم الفروقات في الواجبات، كل ذلك كان سببا كافيا للإبداع والمشاركة في البنيان.

وهي اليوم وبعد أن تحقق لها كل هذا الإنجاز، تخرج للعلن مبتهجة بما تشعر به من أمن وأمان في نفسها، لأنها بكل بساطة تعيش في عصر الطمأنينة والسكينة، وتعلن للعالم أنها تقف بجانب الرجل لتخدم الوطن، وتبذل الغالي والنفيس من أجل أن يصمد البناء الذي بنى أساسه عاهل البلاد، وأمر شعبه بالحفاظ على الأركان، فكانت المرأة العمانية خير سند للرجل العماني في هذه البلاد العزيزة، تحقق كل شيء بفضل الله أولا ثم بفضل السياسة الحكيمة التي سطّرت بطولات المجد وحقّقت الرفعة للمنتسبين إليه، والمرأة جزء من هذا المجتمع النبيل، سعت بكل جهدها إلى المساهمة مع تباين الأسباب التي دعتها إلى المشاركة والبناء.

وما كان يوم السابع عشر من أكتوبر من كل عام ليكون عيدا للمرأة العمانية تحتفل به كل سنة لولا التحديد السامي لهذا اليوم الأغرّ لينضم إلى جملة المناسبات التي يحتفل بها الشعب العماني، بل هي مناسبة خاصة بالمرأة العمانية تتألّق فيه وتتأنّق وتحاسب نفسها ماذا قدمت لهذا الوطن بعد الجميل الكبير الذي تحقّق في حقها، هل استطاعت أن تؤدي رسالتها؟ هل خدمت مجتمعها؟ أم أنها تقاعست عن أداء واجبها، هنا فقط تستطيع المرأة أن تتقدم خطوات للأمام، وهي تمارس حقها في العمل وفي البيت وفي السياسة وفي كل مكان وفي أي مجال بلا حدود بما يتوافق مع الشرع والقانون.

ولئن حظيت المرأة المدنية التي تعيش في المدينة بكل سبل الراحة والاطمئنان الوظيفي والعيش الرغيد، فإننا لا ننسى كذلك المرأة الريفية التي تجاهد هي الأخرى في مجالها اليدوي، سواء في بيتها أو في الحقل أو في أي مكان، باحثة عن نفسها في هذه المجالات، يمتد مشروعها إلى الآفاق، تساهم في بناء الذات، بل في بناء المجتمع من الداخل عندما تحافظ على الصناعات الحرفية ومنتجاتها، وعندما تهتم بالنخلة وما جاورها، ووقتما تشبك أصابعها في غزل الصوف وإنتاج أنواع من الفراش والملابس والغطاء، كل هذه الأعمال إلى جانب أعمالها اليومية في البيت أكسبها احتراما شديدا عند المسؤول الأول في البلاد فأراد أن يكرمها بهذا اليوم العزيز على نفسها، وهي تبذل كل طاقتها بفرح وهمة ونشاط من أجل المساهمة في البناء بكل إرادة وعزيمة.

حريّ بها أن تفخر المرأة العمانية بما تحقق لها من إنجاز، بقي عليها أن تبحث كيف تدير حياتها بلا منغصات، بدءا من البيت وهو المأوى الأول، مرورا بالعمل في أي مجال، وانتهاء بتربية الأجيال، تلك هي عظيم المهمات، لتتبوّأ المكانة اللائقة بها تعليما وتأهيلا وتدريبا، والمساهمة في بناء المجتمع بناء متماسكا، وتلك هي أوكد الواجبات، تعتمد على نفسها في توفير الحاجيات وذلك هو من شهامة المجيدات.