تواصل » صحف ومجلات

عاشوراء غير!

في 2015/10/15

محمد القزويني- الانباء الكويتية-

تمر علينا ذكرى عاشوراء هذه السنة بغير النكهة التي اعتدنا عليها كل عام. ففاجعة جامع الإمام الصادق لاتزال حية في ضمائر أهل الكويت تتفاعل معها انفسهم بالحسرة واللوعة ورغم ذلك لانعدم بل يتبجح بعض الأفراد باتخاذ هذه الفاجعة مشجبا ينفث من فوقه سمه وحقده ويعلق عليه سوء نيته وبطلان سريرته ويحاول ان يؤطر المجتمع بإطاره الطائفي الخانق.

وتفد إلينا هذه الذكرى الأليمة وأبناء الكويت يعيشون هاجس الأمن والخوف من تكرار فاجعة المسجد إياها فترى الاحتياطات غير الطبيعية والتي تسجل حقيقة لوزارة الداخلية والمتعاونين معها لتأمين عقد مجالس عاشوراء بشكل آمن عرفت فيه الكويت رغم همز وغمز البعض ممن لا يسرهم أبدا توحد الكويتيين في سرائهم وضرائهم. فتكون النفوس والأذهان مشدودة لتوفير أقصى مظاهر وأسباب الأمن ورغم ذلك يبقى الحاقدون يعزفون على وتر التفرقة والاستفزاز والكراهية وتحطيم الوحدة الوطنية.

وتمر علينا عاشوراء هذه السنة وقد شحذ الحقد الطائفي سكاكينه بكل قباحة ووجه سهامه بكل صلافة وجرأة وأعد عدته للانقضاض على سلامة ووحدة ابناء الشعب وتراحمهم بدعاوى دخيلة وأساليب بغيضة تخدم اغراضا مشبوهة. وللأسف ان نجد من يحسبون على الثقافة والوعي رافعي شعار « انا فقط على الحق والآخرون على الباطل» بكل ما يحمل من مظاهر جاهلية. ولسنا نريد فعلا لبعض المندفعين المتحمسين ان يشوهوا صورة العطاء الحسيني الخالد وحزن الكويتيين على ابن بنت نبيهم صلى الله عليه وسلم بل إني لا أرى ضيرا أبدا من اختزال أو إزالة بعض مظاهر العزاء غير المجدية او الخالية من الفكر او الرسالة التي تخدم أهداف اقامة هذه المجالس خاصة في ظروفنا الحالية وهذه رسالة أخلاقية لاتباع الإمام الحسين عليه السلام بالدرجة الأولى. أما على الصعيد الشخصي فتمر علي هذه الذكرى الأليمة وقد فقدت شقيقا شهما كريما معطاء تعجز مكارم الأخلاق عن وصف نبله وعلو نفسه. ذهب سريعا ولا مرد لقضاء الله، لكن رحلته ارتنا كم يكون الحسد قاتلا خاصة حين يصدر من اطباء وكم يكون العناد مقيتا خاصة ان جاء من جهاز صحي أوجد من اجل العناية بصحة الإنسان وان كان ثمة تقدير فاني اسجله للدكتور نبيل وطاقمه الطبي والتمريضي في الجناح الذي كان المرحوم يرقد فيه، حيث بذلوا كل جهد مشكور طيلة فترة مكوثه عندهم لكن البعض يبدو انهم يحملون من الطب اسمه فقط فقد تخلوا عن انسانيتهم وروحهم التي تدخل البهجة قبل الشفاء لنفس المريض. رحمك الله أخي الغالي أبا حسين يا سيد أمير أحمد، وأحسن مثواك وحشرك الله مع الأنبياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.