تواصل » صحف ومجلات

أذكى اختراع.. بعد حصان طروادة

في 2015/10/16

عدنان فرزات- القبس الكويتية-

"الغرب يتوعّد باجتثاث «داعش»، روسيا تتعهّد باجتثاث «داعش»، القوات السورية والعراقية تتوعد باجتثاث «داعش»، أميركا تسلّح المعارضة السورية المتخصصة فقط في قتال «داعش» بغرض اجتثاث «داعش»، الحرس الثوري الإيراني يتوعد باجتثاث «داعش»، ثم في النتيجة، «داعش» يجتث الجميع..!

إن أذكى «صناعة قتالية» في العالم منذ ابتكار «حصان طروادة»، من قبل الإغريق، ولغاية يومنا هذا، هي فكرة ابتكار «داعش»، نعترف لصاحب الفكرة بأنه عبقري، وداهية، ولكن ستفوت عليه فرصة الحصول على جائزة عن عبقريته لسبب بسيط، وهو أنه لا أحد يعرفه.

الجميع استفاد من وجود «داعش» نظرياً، فقط اثنان استفادا من «داعش» عملياً، الأول روسيا، التي استفادت عملياً لبسط نفوذها على الأرض، فالتدخل الروسي في سوريا كان أشبه بالذي يحدث في حلبات المصارعة الحرة الشرسة التي نجد فيها فجأة دخول مصارع صديق للمصارع الذي يكاد يُغلب، فيقفز من بين الجمهور إلى داخل حلبة المصارعة ثم يبدأ بضرب الخصم حتى وإن لم يسمح له القانون بذلك، ثم ينتزع الحزام عنوةَ ويتوّج نفسه بنفسه بالفوز وسط ذهول الحكم وتحييده وتطنيش قراره! والثاني هم الشباب العزاب الذين انتسبوا إلى «داعش» وتزوّجوا أربعاً عدا السبايا، بعد أن فشلت حكومات بلادهم في تزويجهم واحدة. ومثلهم الرجال المتزوجون، ولكن نفوسهم لا تزال خضراء.

ولكن، حقيقة أنا زعلان من مكتب التحقيقات الفدرالية على تصريحات عميل سابق لها مزدوج مع روسيا، حين قال لـCNN إن بوتين نجح في مهمته خلال أيام فقط، أي بتعبير عامي «مسافة السكة» من موسكو للساحل السوري، فهل يعقل أن مكتب التحقيقات يختار عملاء بهذه السذاجة؟ كيف «خلال أيام» وروسيا منذ اللحظة الأولى حرثت الأرض ومهدتها لساعة مثل هذه الساعة؟!

ولكن يُغفر للعميل الفدرالي إجابة أخرى له في اللقاء نفسه يقول فيها إن روسيا أرادت أن تحرج الولايات المتحدة وتزعزع الثقة بها أمام المجتمع الدولي، وهو أمر صحيح، ولكن أميركا لن تفرط في هيبتها، وبحسب الأخبار فإنها ربما بدأت فعلياً بتزويد المعارضة بأسلحة، ويبقى لدي اقتراح واحد، وهو من حق الدولتين أن تتصارعا على فرض الهيبة وقوة الشخصية، ولكن بعيداً عن الناس «الغلابة»، وهو ما ينطبق عليه هذا التحليل البسيط، ولكنه في الصميم، يقول صاحبه المجهول إن الطائرات الحربية قيمتها بالملايين، وترمي بقذائف قيمتها مئات الألوف من الأموال، لتقتل أخيراً أشخاصاً لا يتعدى دخلهم الدولار الواحد قياساً إلى عملة بلادهم!