الراي الكويتية-
وجه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، ووكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان فهد الفهد، تحية شكر وتقدير الى عموم الأجهزة الأمنية الميدانية من ضباط وضباط صف وافراد وفرق المتطوعين والمتطوعات وأجهزة خدمات مساندة ومعاونة، لجهودهم المخلصة فى تامين المساجد والحسينيات.
وبينت الإدارة العامة للعلاقات والاعلام الأمني، أن الوزير ووكيل الوزارة أشادا، في برقيتين مختلفتين، بالانتشار الأمني وتكثيف التواجد واتخاذ الإجراءات الأمنية والمرورية وتوفير الخدمات الإنسانية من والى وحول وبالقرب من محيط المساجد والحسينيات، والامر الذي أدى إلى الشعائر بسكينة وهدوء ووفر أجواء ايمانية وراحة وطمأنينا لجميع المواطنين والمقيمين. وطالبا عموم القادة الميدانين وقوة الشرطة بمواصلة العمل وبذل الجهد واليقظة والانتباه وفرض الامن والسيطرة في جميع المساجد والحسينيات ودور العبادة كافة.
ودعت الإدارة العامة للعلاقات والاعلام الأمني المواطنين والمقيمين اتباع التعليمات والارشادات والتعاون مع أجهزة الامن والخدمات التي وجدت وتعمل من اجل امنهم وسلامتهم وراحتهم.
وأحيت الحسينيات، مساء أول من أمس، الليلة الثانية من ليالي عاشوراء، ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، حيث تحدث الخطيب الحسيني الشيخ علي العبود في حسينية عقيلة الطالبيين عن جدلية الظاهر مع الباطن عند الإنسان، مستهلاً حديثه بما ذكره علماء النفس من وجود مظهرين للشخصية الإنسانية.
وقال علي العبود، إن «المظهر الأول هو الظاهر والذي يكشف عنه سلوك الإنسان وأفعاله، والمظهر الثاني الباطن والذي يكشف عنه معتقدات الإنسان وأفكاره، ولكل مظهر منهما وعاء يختص به، فوعاء الباطن هو النفس ووعاء الظاهر هو البدن».
وأضاف العبود، «هناك جدلية قائمة بين الفلاسفة حول وجود علاقة بين الباطن والظاهر أم لا ؟»، لافتا الى وجود اتجاهين في ذلك «الأول يتجه إلى نفي العلاقة بين الباطن والظاهر للمباينة بين النفس ذات البعد المجرد المحكوم لأحكام ما وراء المادة، وبين البدن ذي البعد المادي المحكوم لأحكام المادة من التغير والانقسام والحركة».
وتابع، «يتجه الثاني إلى تأكيد العلاقة بين الباطن والظاهر، وتظهر في ثلاث صور، الأولى: علاقة التأثير والتأثر من كلا الجانبين، مثل تأثير أكل المال الحرام، حيث يتسبب في حصول صفة نفسانية عند الإنسان وهي القسوة، التي كشف عنها الإمام الحسين عليه السلام في قوله (ملئت بطونكم من الحرام) وكذلك العكس كما في تأثير الحالات المعنوية من الخوف والوجل ذات الطابع المعنوي على الأعضاء البدنية للإنسان»،مستشهداً بالحديث القائل «لو خشع قلبه لخشعت جوارحه». وزاد «أما بالنسبة للصورة الثانية فهي علاقة التوليد حيث ان سلوك الإنسان وأفعاله وليدة أفكاره ومعتقداته كما قوله تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أوأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)، حيث بين أن القيمة الحقيقة للعمل هو ما كان وليداً للإيمان الذي محله القلب، اما الصورة الثالثة والاخيرة، فهي علاقة الحكاية وذلك لأن طبيعة أفعالنا في الخارج وسلوكنا الفردي والجمعي محدود في حركته بحدود أفكارنا وما نحمله من اعتقادات، ويكفي للتعرف على فكر الغير النظر إلى ممارساته وطقوسه اذا ما كانت سلبية أم ايجابية. واسترسل العبود حديثه وسط تركيز من الحضور متسائلاً: «هل الأصالة للمحتوى الباطني للإنسان أو للمحتوى الظاهري له؟».
وأجاب بأنه «يمكن أن يدلل على أصالة الباطن بالحديث المشهور (نية المرء خير من عمله)، وكذلك (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم)، كما يمكن أن يدلل على أصالة الظاهر بقوله تعالى (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا)، وقول النبي صلى الله عليه وآله لأحدهم (هلا فتشت قلبه) ».
وبعد مناقشته لكلا الرأيين من خلال التفريق بين مقام الحكم على الغير الذي عنوانه حسن الظن بالآخرين والأخذ بالظاهر وترتيب الأثر عليه، وبين مقام البناء الفكري والإيماني للإنسان من خلال التركيز على الظاهر والباطن معا، قال إن «البحث عن نيات الناس ومحاولة الدخول إلى ضمائرهم خلاف المنهج الذي رسمه الإسلام للإنسان وهو وضع أمر أخيك على أحسنه».
وذكر بأن «ظاهر الإنسان تارة يتطابق مع باطنه فتتولد الشخصية السوية، وأخرى لا تتطابق فتتولد الشخصية الازدواجية».
وطرح في طياته كلامه عن جدلية الظاهر والباطن اتهام الفكر الإمامي بالازدواجية على مستوى أفكاره وعلى مستوى سلوكه لأنه يقر مبدأ التقية التي تعني عدم التطابق بين الظاهر والباطن.