تواصل » صحف ومجلات

قصور إعلامي كويتي

في 2015/10/23

طلال عبدالكريم العرب- القبس الكويتية-

واضح أن الاعلام الكويتي خامل وكسول ومقصر، وليس هناك من يأخذ بيده ويرتقي بأدائه، خمول الاعلام الكويتي أضاع على الكويت اظهار عطائها السخي لمنكوبي العرب والعالم.

فمن يتابع الأخبار الساخنة التي تدور عندنا وحولنا يلاحظ تعتيما شبه كامل على إنجازات الكويت الإنسانية في وسائل الاعلام العربي والأجنبي، وكأنها غائبة تماما عن المشاركة الفعالة في العمل الاغاثي والتطوعي، وهذا يعتبر ظلما ويشكل احباطا لفاعلي الخير الكويتيين، ونحن هنا نعني الرسمي والشعبي، فحتى أعمال الإغاثة في سوريا واليمن، والتي لا يمكن اغفالها، لا يؤتى على ذكرها، مع أنه وحسب علمنا فان الحكومة الكويتية وكلت الجمعيات الخيرية الكويتية، وأمدتها بكل ما تحتاجه لمساعدة المنكوبين في اليمن وسوريا، وهذا سببه انكفاء الإعلام الكويتي على الداخل، وعدم وجود حس اعلامي ترويجي يهتم أساسا بالعلاقات العامة، وعلى التواصل مع الاعلام العالمي.

وكان معرض الكتب العالمي في فرانكفورت مثالا حيا على القصور في اظهار الجانب الإيجابي للكويت، فقد حضرت فعاليات هذا المعرض والذي يعتبر من أكبر معارض الكتب في العالم، فتعرض فيه أعمال الناشرين والمكتبات الالكترونية، وكل ما يخص التأليف والنشر الورقي والالكتروني، فكانت الكويت أقل الدول مشاركة واهتماما فيه، واكتفت بجناح يتيم بسيط لا يكاد أن ينتبه إليه أحد، وأنا شخصيا سألت مشاركين خليجيين عن مكانه، فلم يستدل عليه أحد.

الحقيقة أن الذي أثار الاعجاب في هذا المعرض الحضور المميز والواضح للأشقاء الاماراتيين والقطريين، وكان اهتمامهم واضحا في اظهار الجانب الحضاري لبلادهم، أما المشاركة الاماراتية، فهي حقيقة مميزة وتدعو الى الفخر.

ولكن، وحتى نكون منصفين، فلابد أن نذكر جانبا مشرقا للحضور الكويتي في معرض اكسبو في ميلانو، فالعاملون في الجناح الكويتي تفوقوا على أنفسهم، فقد استطاعوا أن يجعلوه من ضمن أفضل عشرة معارض في هذا التجمع العالمي، وكان واضحا الاقبال الهائل عليه من الطوابير الطويلة التي اصطفت لمشاهدته، وهذا يعود الى حسن التخطيط والتنفيذ والادارة.

نشد على يد كل مخلص يحاول أن يرفع اسم الكويت في الخارج، ونتمنى من المسؤولين أن يكونوا على قدر تحديات المرحلة التي تمر بها منطقتنا، نتمنى أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فالإعلام يحتاج الى خبراء فنيين ومبدعين يعرفون كيف يستفيدون من تجارب غيرهم، الاعلام ليس مجاملات وزيارات وحب خشوم، الاعلام علم يجب الاستفادة منه من أجل الكويت، القائمون على الاعلام الكويتي يجب أن ينأوا بأنفسهم عن تلميع الذات داخل الكويت، فهذا قصور يستوجب اصلاح اعوجاجه.