الجزيرة السعودية-
أكَّد رئيس مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية عبدالعزيز سعود البابطين مسؤولية المجتمع الدولي على محاصرة الإرهاب وتجفيف منابعه واصفًا إياه بأنه «لا دين له» وأنه «يستغل التمييز وانعدام العدالة لتكون حواجز له».
جاء ذلك في كلمة ألقاها البابطين في افتتاح أعمال الدورة الـ15 لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية في جامعة أكسفورد ببريطانيا بالتعاون مع مركز الشرق الأوسط في الجامعة ومنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات.
وأوضح البابطين أن أعمال المؤتمر تنعقد «والعالم يعاني من موجة من الإرهاب لا مثيل لها ومن حروب أهلية مدمرة ومن موجات من اللاجئين تغمر العالم» مضيفًا أن «هذه الحروب الأهلية التي لا تسعى الدول الكبرى إلى إيقافها ارتدت أمواج المهاجرين من وطأتها لتغمر شواطئ البلدان التي ظنت أنها بمنأى عنها».
وأشار إلى أن «من مسؤوليتنا أن نحاصر الإرهاب وأن نجفف منابعه وأن نتعامل مع جذوره لا مع ثماره» مشددًا على أهمية تعاون الأمم المتحدة والدول الكبرى لإيقاف هذه الحروب المدمرة وأن تسهم جميع الدول في توفير الملجأ والمأمن والحياة الكريمة للاجئين وأن تكون طرقًا اللجوء مشروعة بدلاً من الطرق السرية المهلكة.
ولفت البابطين إلى ضرورة أن «نمنح الحرية لآخر شعب لا يزال تحت ربقة الاحتلال وهو الشعب الفلسطيني الصامد في وجه الطغيان البشع والعنصرية المقيتة وحرية هذا الشعب تحد أخلاقي لضمير العالم ولصدقية الدول في احترام حقوق الإِنسان».
وأعرب البابطين عن سعادته لانعقاد أعمال الدورة الـ15 لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية في جامعة أكسفورد العريقة التي «جعلت من المعرفة وتثميرها وإتاحتها لكل مغرم بها هدفها السامي».
كما أعرب عن سعادته لأن «نجتمع من بلدان شتى ومن قوميات متعددة ومن أديان ومذاهب مختلفة في ظل عنوان جامع هو (عالمنا واحد)» مضيفًا أن «التاريخ الإنساني يصدمنا بمدى الانقسامات التي عانت منها البشرية حيث الانقسام بين مؤمن وكافر والانقسام بين أحرار وعبيد والانقسام بين مستعمر ومستعمر والانقسام بين شرق وغرب».
وقال: إن «هذه الانقسامات التي شرخت وحدة الإنسانية وأججت من الحروب والأحقاد ما نزال نعاني من ذكرياتها المريرة» مشيرًا في هذا السياق إلى «أننا مازلنا في يومنا هذا نشكو من انقسامات بين دول غنية ودول فقيرة وبين دول متقدمة ودول متخلفة وبين شمال وجنوب وهذه الانقسامات إذا استمرت سيتجرع الجميع ثمارها المرة».
وذكر البابطين أنه ينبغي «أن ندرك أننا جميعًا في قارب واحد وأن مصيرنا مشترك إما أن ننجو معًا وننعم بالسلام والرفاهية وإما أن نعاني كلنا من وطأة التشتت والتناحر» قائلاً إنه «وأمام الفضاءات المفتوحة لم تعد هناك حدود مغلقة ولا حوادث منعزلة فما يحدث في أي بقعة سيتابع صداه ليقرع أسماع الجميع وليهز الجدران كل الجدران مهما بدت راسخة».
وقال: إن مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية أدركت منذ خطواتها الأولى منذ أكثر من ربع قرن أن «ردم الحواجز وإقامة الجسور بين عوالمنا المختلفة هو مهمة مقدسة وضرورة قصوى وواجب لا يحتمل التأخير» مبينًا أن المؤسسة «أقامت لقاءات كثيرة شارك فيها مئات المفكرين والمثقفين من مختلف الاتجاهات والمشارب وأرست هذه اللقاءات مبادئ إنسانية عامة».
وأشار في هذا السياق إلى «أننا ارتضينا أن تكون لغة المستقبل المنشود وآمنا بضرورة أن نلغي من قاموسنا كلمات الحرب والعنصرية والإقصاء وازدراء الآخر» مضيفًا «إننا نؤمن باحترام الرأي الآخر وبالحوار وسيلة وحيدة لتجاوز الاختلافات وبالتنوع سبيلاً إلى الوحدة وبالعدالة الحقيقية معبرًا إلى السلام».
وفي ختام كلمته قال البابطين إن المؤسسة احترفت العطاء في مختلف المستويات ففي المستوى الثقافي أقامت المؤسسة دورات تدريبية في مجال تعليم اللغة العربية وتذوق الشعر.
وأضاف أن هذه الدورات تخرج فيها عشرات الآلاف من الطلبة وفي مجال التعليم أنشأت المؤسسة بعثة سعود البابطين الكويتية للدراسات العليا التي وفرت التعليم لآلاف من الطلبة من دول آسيا وإفريقيا.
يذكر أن أعمال الدورة الـ15 لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية وأقيمت تحت عنوان (عالمنا واحد والتحديات أمامنا مشتركة).
وشهد اليوم الأول من أعمال الدورة الاحتفاء بسمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بمناسبة اختيار الأمم المتحدة سموه (قائدًا للعمل الإِنساني) وتسمية الكويت (مركزا للعمل الإِنساني).
وتناقش الدورة محاور عدة أهمها (اللاجئون والمؤسسات الدولية) و(البيئة والتنمية البشرية) و(وسائل الإعلام الجديدة) بمشاركة نخبة من الشخصيات القيادية والفكرية والثقافية في العالم.