تواصل » صحف ومجلات

العمل عطر الحياة

في 2015/10/30

نفيعة الزويد- القبس الكويتية-

الآن كل شيء تغير في حياتنا، واستشرى الفساد وطال حتى المؤسسات الإصلاحية المكان الذي نريد أن نُنجر به الشباب بعد أن انحرفوا عن الجادة الصحيحة.

اللواء الدكتور حسين عبدالسلام كان خير معين لها، متابعاً عن كثب، ومخلصاً حريصاً على ألا يخرج السجين وحشاً مدمراً، بل رجل صالح لأهله ووطنه، وما تم نشره في الصحف وبالصّور قبل فترة وجيزة يبيّن استفحال الأمر، ووصل إلى عدم السيطرة بوجود عصابات بلغت من التجبر عتياً شبكات وتجار مخدرات، وامتدت إلى خارج الأسوار.

الإنسان ابن بيئته، وأنا أقول إنسان اليوم هو ابن شهادته وعلمه، كلما ارتقى بحصيلته العلمية ارتقى بأسلوبه، وبسبب لوثة الفساد التي تلف الدولة من كل الجهات، اختلط الإعراب وعُدْنا لا نفرق بين الفاعل والمفعول والمجرور، وأصبحت لدينا ثقافة تخلف وتخريب المرافق العامة، كالحدائق والتي باتت مهجورة وألعاب الممشى، ومخلفات الواجهات البحرية، نحن بحاجة إلى تفعيل احترام القانون ورجال الأمن، احترام المعلم، احترام البيئة واحترام الآخر... إلخ، وهذا ما تصبو إليه وزارة التربية، فنحن نريد التوعية لكل تلك النماذج ولا يأتي إلا بالتربية والتعليم كخطين متوازيين، لأننا بالنهاية نريد شعباً يفضل مصلحة الوطن على مصلحته.

كل ولي أمر يريد أبناءه مفصلين على قياسه بالسنتيميتر، وهذا مستحيل بسبب اختلاف الأزمنة، ولكن بالتوجيه نبعدهم عن الانزلاق في الخطر في زمن لا يرحم، لننتبه أن اللبنة الأولى هو ما نزرعه من مبادئ سليمة في عقول الناشئة منذ نعومة أظفارهم.

نحن نحتاج إلى عقول نتحدى بها ونفرض الهيبة لوطن أعطانا جميعاً، فحقه الآن علينا أن نرد الجميل من خلال أبنائنا وأحفادنا في الحقل التربوي.

لا يوجد دكتور جراح يريد الفشل لعمليته، ولا مهندس يريد سقوط سقف بنائه، كلٌ يريد إنجاح خطة في الحياة، ويجني ثمرها، كذلك وزارة التربية، فهي متطورة للأفضل، ولكن الغريب أنه دائماً يُصَب جام غضب الشارع على مناهج التربية، 33 عاماً قضيتها في التربية، منها 22 سنة الأخيرة تحت مظلة التوجيه، وكل الدورات والندوات تؤكد سلامة المناهج والطرح المعتدل، ومع هذا تراعي وزارة التربية المتغيرات المجتمعية والتطورات الفكرية، فكانت تغير مناهجها تبعاً لذلك بما يخدم الوطن.

لقد تدرجت مع وزارة التربية حين كانت تعرض الأفلام على شريط سينمائي والمسابقات الزراعية والوسائل الجدارية، مروراً بطفرة التكنولوجيا بدخول المختبرات اللغوية والسبورة الذكية. وزارة التربية لم تبخل في يوم على طلابها بالتعليم الحديث، ولا على موظفيها بدورات الكمبيوتر وكل ما هو جديد.

عمار يا وزارة التربية التي رفعت سقف راتب المعلم والإداري، وتُوَفر الميزانية لكل معرض واحتفالية لتظهر بأبهى حلة وصورة.

جرت العادة كموجهين ننزل بزيارات ميدانية في بداية كل عام دراسي قبل مباشرة الطلبة للدراسة، فكنت أشعر بأن المدارس ليست جميلة بغير طلابها، بل هم زينة ذلك الصرح ابتداء بطابور الصباح، وكأنك في خلية نحل رائعة لا تهدأ إلا بنهاية اليوم الدراسي.