الجزيرة السعودية-
استعرض الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء سيرته الذاتية وتجاربه وذكرياته في لقاء علمي بكلية الشريعة بالرياض ضمن سلسلة اللقاءات العلمية التي تنظمها الجمعية الفقهية السعودية وسط حضور كبير من المشايخ والدعاة وأساتذة وطلاب الجامعة
واستهل حديثه عن نشأته في بلدة الشماسية بمنطقة القصيم وتلقيه القرآن الكريم على يد إمام المسجد الشيخ حمود بن سليمان التلال رحمه الله ودراسته الأولية فيها ثم التحاقه بالمعهد العلمي بعد افتتاحه في بريدة ومواصلته الدراسة النظامية في كلية الشريعة وتعيينه مدرسا في المعهد العلمي بالرياض بعد تخرجه إلى أن صدر قرار بنقله مدرسا في كلية الشريعة ثم نقله إلى الدراسات العليا في كلية أصول الدين وبعدها تعيينه مديرا للمعهد العالي للقضاء لمدة ست سنوات إلى أن صدر قرار بتعيينه عضوا في اللجنة الدائمة للإفتاء.
واستذكر معلمه في المرحلة الابتدائية في بلدة الشماسية الشيخ ابراهيم ضيف الله اليوسف وتلقيه مبادئ العلوم على يديه وقال كان للشيخ اليوسف فضل كبير علي بعد الله في تلقي علوم العقيدة والفقه وفتح لي مع زملائي أبواب العلم.
ولم ينس الشيخ الفوزان المكافأة المالية التي كان يتقاضها من المعهد العلمي والتي لا تتجاوز مبلغ 170 ريالا موضحا أنها تكفيه في الإنفاق على نفسه وعائلته منوها بدور مدير المعهد الشيخ محمد العبودي وسيرته الحافلة مع الطلاب وحرصه عليهم.
وأشار إلى أنه دّرس في كلية الشريعة قبل تخرجه منها بأربعة أشهر نظرا لحاجة الكلية إلى المعلمين فكان يّدرس النحو في الحصص الأولى ثم يكمل دراسته مع بقية زملائه. وأوضح أن من أبرز معلميه الشيخ عبدالرزاق عفيفي والذي أشرف على رسالتيه في مرحلتي الماجستير والدكتوراه لافتا أنهما أول رسالتين نوقشتا في كلية الشريعة.
وقال كنت أحضر مستمعا إلى الدروس العلمية للشيخ عبدالله بن حميد في الفقه والعقيدة الواسطية وكتاب التوحيد والأصول الثلاثة وكذلك أيضا درست على الشيخ إبراهيم بن عبيد وكنت أزور الشيخ عبدالرحمن السعدي وأتباسط معه في الحديث وأستمع إلى علمه وفوائده وكذلك الحال مع الشيخ محمد بن ابراهيم الذي خصص جزءا من وقته للدروس العلمية رغم انشغاله بالعمل والمهمات الكبيرة بالإضافة إلى الشيخ صالح البليهي والشيخ صالح السكيتي والشيخ محمد الشنقيطي والشيخ عبدالله الخليفي الذي انتقل في آخر حياته قاضيا في منطقة حائل.
وعن علاقته بالشيخ صالح الأطرم أكد أنه من خيار أصحابه الذين استفاد من علمهم حيث كان يحفظ معه القرآن الكريم بعد صلاة الفجر وخاصة في شهر رمضان المبارك. ونوه إلى استفادته الكبيرة من الشيخ عبدالعزيز بن باز وتلقيه العلم في دروسه بالرياض على يديه إذ كان من طلابه في كلية الشريعة إلى جانب الشيخ محمد بن عثيمين ومزاملته في هيئة كبار العلماء وفي التوعية الإسلامية في موسم الحج.
وحول كتابه الملخص الفقهي أكد أنه في الأصل عبارة عن محاضرات ألقاها في إذاعة القرآن الكريم ثم أعيد ترتيبها وإخراجها في كتاب نظرا لرغبة الكثيرين للاستفادة منها مؤكدا أنه على اطلاع على كتب تراجم علماء نجد على اعتبار أنهم قريبون منا وللاستفادة من سيرهم.
وعن تواصل العلماء مع ولاة الأمور قال الشيخ الفوزان العلماء يتواصلون مع ولاة الأمور فيما يهم المسلمين وقضاياهم لكنها لاتظهر للناس لأنها من الأسرار. وشدد في معرض حديثه على ضرورة تعلم العقيدة الصحيحة ودراستها الدراسة الجادة وخاصة كتاب الواسطية للإمام ابن تيمية لمواجهة ما تمر به الأمة من أمواج الفتن محذرا في الوقت ذاته من الخلاف والفرقة بين أبناء المسلمين.
وقال الشيخ الفوزان عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب هناك دعاة ماتت دعوتهم معهم لكن دعوة الإمام ابن عبدالوهاب متجددة بفضل الله ثم إخلاصه وصدقه نيته رحمه الله. وفي سؤال عن اطلاعه للصحف أجاب: تمرّ علي الصحف وأقرأ العناوين فقط وإذا تيسر لي الوقت أو رأيت عنوانا مهما قرأت التفاصيل.
ولفت الشيخ الفوزان إلى أن جامعة الإمام أسسها وبذرها الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ورعاها الشيخ محمد بن إبراهيم التي ورثت الدعوة المباركة وقامت عليها هذه البلاد ولهذا على الجامعة مسؤولية وأمانة عظيمة في تشجيع طلابها الدارسين من داخل المملكة وخارجها وحثهم على العلم والدعوة إلى الله وتقديم ماينفع الأمة من العلم الشرعي الصحيح.
وفي مداخلة للشيخ صالح بن حميد عضو هيئة كبار العلماء قال إن الشيخ الفوزان فكاهي وصاحب نكتة بين أصحابه وأهله وليس بهذا الغموض الذي ترونه، وفاجأ الحضور بقوله :كان لي شرف حفظ صورته وهو طالب عند والدي رحمه الله في مكتبته.