تواصل » صحف ومجلات

التاكسي الحريمي بين القبول والرفض

في 2015/11/03

خالد عبدالله الزيارة- الشرق القطرية-

سنة مرت منذ الإعلان عن قرار تخصيص سيارات أجرة للنساء فقط من قبل إحدى شركات سيارات الأجرة لدينا في قطر، التي بادرت بطرح سيارات عائلية تقودها سيدات سائقات للأجرة نهاية العام الماضي، وذلك بهدف تلبية طلبات العائلات التي تحرص على طلب سيارات عائلية ذات خصوصية مريحة، وهي التجربة التي أثبتت فيها سيارات الأجرة التي تقودها سيدات نجاحاً ملحوظاً في عدد من المدن الأوروبية والشرق أوسطية كلندن ودبي ولبنان ومصر والكويت.

لدينا في قطر، الأمر بدا مشجعا، حيث رحب العديد من المواطنين بهذه الخطوة التي انتظروها طيلة سنوات مضت وطالبوا بها كثيرا؛ لأنها تعطي الفتيات والنساء الشعور بالاستقلالية وعدم المضايقة، فضلا عن شعورها بالأمان والارتياح؛ لكون السائق امرأة وليس رجل مجهول، موضحين أن المجتمع في حاجة ماسة لمثل هذه البادرة باعتبار المجتمع القطري محافظ بطبعه.

في الكويت وللمرة الأولى ظهرت العام الماضي سيارات أجرة مميزة بلونها الوردي وسائقاتها من السيدات ضمن مشروع طموح أطلقته فتاة كويتية يقوم على أساس تخصيص خدمة التاكسي للسيدات فقط في ظل حاجة الكثير من السيدات إلى التنقل بحرية أكثر ودون التعرض للحرج أو المضايقات التقليدية التي قد يتعرضن لها في حال كان السائق رجلا. وتقوم فكرة (تاكسي حواء) في الكويت على أساس تخصيص سيارات أجرة وردية اللون مخصصة فقط لنقل السيدات تقودها سائقات من جنسيات مختلفة.

في دبي، أطلقت هيئة الطرق والمواصلات خدمة /هلا تاكسي/ وهي تجربة جديدة وحيوية في مجال التنقل بسيارات الأجرة، واعتبروها نقطة تحوّل في قطاع النقل بسيارات الأجرة لخدمة السيدات، وذكر أن هذه المركبات لن تتوقف على الطرقات للراغبين في استخدام سيارة أجرة، ولن تحمل إشارة "الأجرة" أعلاها، مشيرا إلى أن استخدامها سيكون مقتصرا على طلبها عن طريق الحجز. وقد تم تشغيل 155 سيارة في المرحلة الأولى تضم بينها 25 مركبة مخصصة للسيدات تتميز باللونين الأسود والوردي.

في مصر، لاقت الدعوات المتتالية إلى إنشاء سيّارات أجرة خاصّة بالسيّدات، انتقادات شديدة بعد البدء أولا بعربة خاصّة بالسيّدات بمترو الأنفاق في مصر، ووصف منهم القرار بأنه حنين إلى عصر الحريم يرسّخ عزل النساء عن المجتمع، وأجمع أولئك المعارضون أن هذه التجربة ستعود بالمرأة إلى الوراء وتزيد في عزلها عن المجتمع، وتعود بها فعليّا إلى عصور الحريم، و“بيضة” الخدر.

أقوى ردة فعل في مصر ما صدر عن المركز المصري لحقوق المرأة الذي طالب بإلغاء تاكسي النّساء، وقالت مسؤولة //إنّ فكرة التاكسي الحريمي هدفه الحدّ من التحرشات والمعاكسات ساذجة// وذكر بيان شديد للمركز //أوقفوا مهزلة تاكسى الحريم والعودة بالمجتمع المصريّ 100 عام إلى الخلف. أوقفوا عزل النساء وعزل مصر//.

المعلوم أن هذه التجارب في تخصيص النساء بسيّارات أجرة في بلدان أخرى من العالم كلندن ومكسيكو يتخذ طابعا خِدْمِيّا صرفا بلا اعتبارات أخلاقيّة، أما الحافز الرئيسي لهذا المشروع في عالمنا العربيّ هو حافز مشحون بطلب العفّة واتقاء التحرّش.