الوطن السعودية-
أكد كبير مستشاري الإدارة العامة للأمن الفكري في وزارة الداخلية الدكتور عثمان الصديقي، أهمية الأمن الفكري لتوفير الاستقرار للمجتمع، خصوصا الشباب، وضرورة التكامل في العمل بين مختلف المؤسسات ذات الاختصاص لتحقيق أعلى مستويات الحماية الفكرية، من ضلال وانحراف كثير من الأطروحات والسلوكيات والأفكار المتطرفة التي تقف خلفها منظمات ودول وجماعات إرهابية، تترصد أبناء الوطن وبناته، وتتحين فرص استغلال عقولهم والتغرير بهم.
وأشار إلى أن نتائج سلسلة أعمال برنامج المناصحة كشفت عن فئة عمرية محددة تراوح بين 16 و20 سنة، تسلط عليها الجماعات الإرهابية والمتطرفة ضوءا واسعا، لإدراكها أهمية هذه الفئة وتأثيرها، وسهولة التعامل معها والتغرير بها.
الحماية الفكرية
جاء ذلك، في ندوة حول دور المؤسسات الأكاديمية والأمنية والقضائية في حماية الشباب من الفكر المتطرف، والتي نظمتها عمادة شؤون الطلاب بجامعة الجوف، وشارك في طرح مضامينها المتحدث الرسمي باسم شرطة المنطقة العقيد تركي المويشير، وعميد كلية الشريعة والقانون في الجامعة الدكتور بدر المعيقل. واستعرض الصديقي خلال مشاركته دور مختلف المؤسسات في التماشي مع الاستراتيجيات والخطط الوطنية الهادفة، لتأمين الحماية الفكرية للشباب وكافة شرائح المجتمع، مشددا على ضرورة إدراك تأثيرات الواقع المضطرب المحيط بالمملكة من كافة الجهات، وأهمية بناء منظومة حماية متكاملة، تبدأ بالأسرة، ولا تنتهي بما تؤديه الجهات المتعددة من جهود جبارة، لمكافحة الإرهاب الفكري بمختلف مصادره ومنابعه.
أسباب التطرف
من جانبه، أوضح العقيد المويشير، في ورقته بالندوة أن كثيرا من الدراسات والبحوث العلمية الميدانية والنظرية، أثبتت أن أهم الأسباب والعوامل المؤدية إلى الممارسات الإرهابية، تتمثل في الانحراف الفكري، مبينا أبرز مسببات نشوء الإرهاب الفكري، كالغلو في الدين، والأخذ بظواهر النصوص الشرعية، وتقصير بعض مؤسسات التنشئة الاجتماعية في أداء وظائفها الدينية والتربوية أو التفريط فيها.
وتناول المويشير عددا من المفاهيم والمصطلحات التي توضح طبيعة ظاهرة الانحراف الفكري، ومهددات هذا النوع من الأمن المجتمعي، مبرزا دور التفكير وعلاقته بالانحراف، وأهم مظاهره، فضلا عن تفصيله للمنطلقات النظامية التي تحدد دور المؤسسات الأمنية لتحقيق الأمن الفكري، وجوانب عدة من طبيعة البرامج التدريبية التي تنفذها وزارة الداخلية، على مستوى أفراد المجتمع، ورجال الأمن وتطوير مهاراتهم وقدراتهم للتعامل الأمثل مع حالات التطرف الفكري.
النصح والمتابعة
إلى ذلك، تناول الدكتور المعيقل خلال مشاركته مفهوم الفكر المتطرف وأسبابه، مبينا آليات معالجة هذا النوع من التطرف، كالنصح والمتابعة، والوصول إلى الشباب في أماكن وجودهم وتجمعاتهم.
كما أوضح طبيعة منهج الوسطية، وأهميته في توفير الحماية الفكرية للشباب، ودور المبادرة في احتضان الشباب وتوفير المناشط الملائمة لهم ولاهتماماتهم، وتوجيههم التوجيه الصحيح، خلال البرامج والفعاليات والاستراتيجيات التي تسهم في خفض فرص نشوء الفكر المتطرف، المؤدي إلى كثير من الممارسات الإقصائية والدموية في بعض أشكالها.