شلاش الضبعان- اليوم السعودية-
أولاً: أعان الله فكرنا وأرجو منه أن يسامحنا، فهو أكثر ما يهاجم في هذا البلد، كل من غضب من الآخر هاجم فكرنا الذي أنتج فكره، وكل من تحقق له بعض رغباته هاجم فكرنا الذي انغلق فلم يحقق له ما يريد! وهكذا!
ثانياً: ظهر معالي وزير الإسكان الأستاذ ماجد الحقيل يوم الأحد الماضي في اللقاء الشهري لمنتدى أسبار الثقافي، وتبع اللقاء مقطع انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي انطلقت بعده حملة قوية وهجوم على ما طرحه معالي الوزير من أفكار في اللقاء!
بعض المهاجمين قالوا: ما لم يقله مالك في الخمر، والمدافعون عبروا عن القلق، وطالبوا بضبط النفس والاستماع إلى المقطع كاملاً لا الاجتزاء، وقالوا: إنهم على ثقة أن المستمع سيبني قصوراً من الفكر والإبداع!
من وجهة نظري الصادرة من فكري (والذي أتمنى ألا يكون به مشكلة) أن الهجوم على كلمة معالي الوزير سيبقى حتى ولو استمع المهاجمون للمقطع من أول حرف وحتى آخر حرف من حروف معاليه، وبدل المرة ألفا! والسبب من وجهة نظري الصادرة من فكري أيضاً، أن الناس تنتظر من معالي الوزير أفعالاً لا أقوالاً، فقد جاء من أجل ذلك، وهو ابن القطاع الخاص الذي يعرف قيمة الثانية، ولذلك لن يكون كلامه مقنعاً حتى ولو كان يستحق أن يكون أطروحة علمية تدرّس للأجيال!
بالإضافة إلى أن معالي الوزير رجل سلطة تنفيذية، وليس أكاديمياً أو إعلامياً أو مصلحاً اجتماعياً، ولذلك فدوره التنفيذ ودور غيره التنظير! وكلانا على خير!
لا لوم على الخائفين في خوفهم، فانشغال رجل التنفيذ بالتنظير قد يحمل مدلولات إدارية خطيرة، فالزمن زمن التخصص، ولكل دوره المطلوب منه، ولا أحد يريد المركزية وعدم وضوح المهام فهي أمراض في الفكر الإداري عانينا منها كثيراً!
والزبدة: إن أراد معالي الوزير وغيره من رجال السلطة التنفيذية أن يعالجوا مشاكل الفكر أو يرقوا بها، فليقوموا بدورهم في تحويل الأفكار إلى واقع، وليثقوا أنهم بذلك سيختصرون الكثير من الجهد على المنظرين وبناة الفكر!