تواصل » صحف ومجلات

(الفكر) آخر المتُهمين بتعطيل (عجلة الإسكان).. (ومحتكرو الأراضي) براءة!

في 2015/11/07

الحياة السعودية-

أعوام عدة وتهمة التسبّب في أزمة الإسكان في المملكة تتأرجح بين اثنين: القائمين على الشأن الإسكاني، بمن في ذلك مسؤولي وزارة الإسكان، المنشأة منذ خمسة أعوام، وذلك انطلاقاً من أنهم لم يتمكنوا من وضع الحلول اللازمة والعاجلة لهذه الأزمة المؤرقة. على رغم كل الدعم الحكومي الموفّر. والآخر محتكرو الأراضي داخل النطاق العمراني وخارجه، أو من يُطلق عليهم «هوامير الصحراء»، و«تجار التراب»، نظراً لكون احتكارهم أدى إلى ارتفاع أسعار العقار، ليصل إلى أرقام «مهولة»، قلّلت من قدرة غالبية المواطنين على تملّك السكن.

فبحسب تقديرات عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله الحربي، فإن 73 في المئة من السعوديين لا يملكون منازل، وأن 30 في المئة يسكنون في مساكن «غير لائقة». ولكن زميله عضو لجنة الإسكان والمياه والخدمات العامة في مجلس الشورى عبدالله بخاري، قدر من لا يملكون مساكن بـ60 في المئة من السعوديين، مستنداً إلى تقارير عقارية ومعلومات وردت إلى المجلس. وإن كان خبراء عقار قدروهم بـ80 في المئة من السعوديين.

وعلى رغم تباين التقديرات، ظلّ هذان المتهمان يدافعان عن نفسيهما طويلاً، بلا ملل ولا كلل، والقاسم المشترك بينهما دوماً - من وجهة نظر كثيرين - هو دفاعهما «الضعيف»، وأعذارهما «الواهية»، التي لا تتبعها خطوات فعالة. قبل أن ينضم إليهما قبل نحو أسبوع متهم جديد يّدعى «الفكر»، فبحسب وزير الإسكان ماجد الحقيل فإن «مشكلة الإسكان ليست في الأراضي ولا في الموارد وإنما في الفكر». غير أن هذا المتهم «الضعيف» لا تُعرف له هويّة ولا مكان، ما يحول دون قدرته على الدفاع عن نفسه، بعد أن دخل إلى قفص الاتهام، ممن يقف على رأس هرم شؤون الإسكان والمعني - عبر مهمته الوزارية - بوضع الحلول لها.

وأثار التعليق الذي ذكره الخبير العقاري السابق الوزير الحالي، موجة استياء، شملت فئات اجتماعية عدة. وشكّل موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» الحاضن لتلك الموجة التي شارك فيها رواد الموقع بآلاف التغريدات، التي تنوّعت بين التهكّم والتندّر، والغضب والهجوم، وسط قلّة قليلة سعت إلى التماس الأعذار للوزير، ولكن من دون أن تجد لها صدى. في حين لم تغب الوسائط الإلكترونية التي تناولت هذا الجانب بين مقاطع مرئية وصور ورسومات كاريكاتورية.

فدوّن الكاتب الاقتصادي خالد البواردي في تغريدة عبر حسابه في «تويتر»: «المشكلة ليست في مقطع الوزير، المشكلة هي عدم اعترافه بأساس المشكلة، وهذا هو المخيف». أما الكاتب عبدالعزيز السويّد فاعتبر في تغريدة أخرى أن «كثرة مديح العقاريين للوزير في «تويتر» تحقق له ضرراً أكبر». وخاطب الاقتصادي عبدالحميد العمري، وزير الإسكان بتغريدة كتب فيها: «إذا كنت لا ترى الأراضي البيضاء (60 في المئة من مساحة المدن) فلا يعني ذلك أن أعيننا عمياء»، موضحاً أن «الوزير قدّم رؤية متحيزة لمن تسبّبوا في أزمة الإسكان». وعلّق رجل الأعمال خالد العمار: «اتفق مع الوزير أنها مشكلة فكر، لكنها في وزارته».