تواصل » صحف ومجلات

حقيبة المدرسة

في 2015/11/09

طاهرة اللواتية - عمان اليوم-

تستمر الدراسات التي تتحدث عن الآثار الضارة لحمل الأطفال حقائب مدرسية ثقيلة، وأقلها تشوهات العمود الفقري، فالاطفال مايزالون في طور النمو الجسمي، مما يعرضهم للتشوهات السريعة بسبب ثقل الحقيبة .

لاتهتم المدارس العامة والخاصة كثيرا بحقائب الاطفال، صحيح هناك جدول مدرسي يوزع على الأطفال. لكن بعض الأطفال يستمرون باحضار كل الكتب والمقررات تحسبا لأي طارئ، او خوفا وخشية من المعلمين، فبعض المعلمين لايهتمون كثيرا لموضوع الجدول المدرسي، وخاصة اذا كانوا يعلمون مادة دراسية ذات فروع، ولكل فرع كتاب وكراس منفصلين . لذا فوجود متابعة من قبل المدارس للاطفال الذين يحملون حقائب ثقيلة، والتأكد من المعلمين حول الالتزام الدقيق بالجدول المدرسي في كل الاحوال أمر مهم جدا. ومتابعة الذين لا يتقيدون باحضار كتب وكراسات المواد المذكورة فقط في الجدول. ان ذلك سيخفف كثيرا من ظاهرة الحقائب الثقيلة. بل يحتاج الأمر امتداد دور المدرسة الى تنبيه ومتابعة الأطفال الذين يشترون حقائب ثقيلة وغير صحية من باب الزينة او الاعجاب او التباهي دون النظر الى وزنها الثقيل. والسوق ملأى بهذا النوع من الحقائب غير الصحية التي تخطف أبصار الأطفال، ويسعون الى اقتنائها رغم رفض الوالدين.

ان تكوين عادة احضار الكتب حسب الجدول المدرسي وتخفيف الحقيبة قدر الامكان بحاجة الى تدريب المدرسة للأطفال، حتى يصبح ذلك خيار الأطفال المفضل دون خشية من المعلم. أحيانا كثيرة تكثر الكتب والكراريس لليوم الواحد، فتنتفخ وتثقل الحقيبة رغم التزام الطفل بالجدول، وهذا يحتاج من المعلمين التفكير في طرق ووسائل تخفف الثقل عن الأطفال، كإحتفاظهم ببعض الكراريس او الكتب في الصف. ولن يعدم المعلمون الطرق البديلة لتخفيف الحمل على الطفل! منها تخفيف حجم الكراريس بدل الطلب من الطفل ان يحضر كشكول ضخم لكل فرع او مادة، فأحيانا السنة الدراسية تنتهي والكشكول الضخم لم يصل الى نصفه.

رفقا بالأطفال، فهم بحاجة الى عناية ومتابعة في أقل التفاصيل من قبل المدرسة، فبعض الأطفال لايسمع للوالدين كما يسمع وينصاع للمعلم أو الاخصائي الاجتماعي او مدير المدرسة. ويبقى الطالب مادون سن الدبلوم الثانوي طفلا، فالطفل في تعريف السلطنة ومعظم دول العالم هو من عمر صفر والى الثامنة عشرة من العمر. فلا يغر العاملين في المدارس طول الطفل وضخامته فيظنونه راشدا بالغا يتحمل مسؤوليته بنفسه ويفهم كل شيء، فهو لايزال طفلا في حاجة الى الرعاية والعناية والتوجيه الصحيح في كل أمر.