تواصل » صحف ومجلات

خلافات السعودية ومصر: «السيسي» انفتح على «بشار» وموسكو بدون تنسيق

في 2015/11/10

الخليج الجديد-

قال مصدر أردني إن خلافات السعودية ومصر أصبحت أبعد من ملف العلاقة مع «جماعة الإخوان المسلمين»، وتعود بشكل رئيسي إلى انفتاح الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، على رئيس النظام السوري «بشار الأاسد»، وعلى روسيا، دون تنسيق مع المملكة.

وفي تقرير نشرته «صحيفة القدس العربي»، أوضحت أن بلدا كالأردن «يجد نفسه مجددا في مساحة العلاقات الاستراتيجية محشورا بين التصورات والأجندات الغامضة التي تدير ـ عن بعد– العلاقات مع كبار الحلفاء، وهو وضع يؤثر سلبا في التكتيك الأردني ويقلص عوائد الاستثمار في المواقف الإقليمية».

وأضاف التقرير أنه «تحديدا عندما يتعلق الأمر بسعي عمان لتبديد نقاط الاحتكاك بين حليفين أساسيين هما مصر والسعودية يمكن ببساطة لأي مراقب سياسي التقاط ما هو جوهري في مساحة الحيرة والارتباك الأردني الناتجة عن المزيد من التباعد المرصود بين القاهرة والرياض خلافا لما يبدو عليه الأمر».

ووفق التقرير فإن «مصلحة عمان دائما وأبدا تتطلب علاقات تحالفية صلبة بين الشقيقين السعودي والمصري مما سيتسبب باسترخاء على الجبهة الأردنية والتمتع لاحقا بعلاقات دافئة مع الدور المصري واقتصادية فعالة مع الشقيق السعودي».

«السيسي» والسعودية الجديدة

بالنسبة للدوائر العميقة في الأردن، بحسب التقرير، «لا تبدو العلاقة بين الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والدولة السعودية الجديدة، بزعامة الملك سلمان بن عبد العزيز، مطمئنة في هذه المرحلة بل ومقلقة لأنه يتخللها العديد من المطبات التي تعيق طموحات لاعب أردني بالتقدم».

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن «القرينة الأكبر على إخفاق الدبلوماسية الأردنية في تمرير المصالح بعلاقات متوازنة مع الجانبين برزت عندما عاتبت القيادة السعودية – وراء الكواليس – الأردن على موقف قبل خلف الستارة للرئيس السيسي، بمعنى اتخذت الرياض موقفا من الأردن بناء على رأي منقول عن السيسي له علاقة بعاصفة الحزم عند انطلاقها، عندما تبين للأردنيين أن السيسي نقل كلاما لا ينبغي نقله بين الدول وله علاقة برأي فني أردني يتعلق بمأزق اليمن، خففت وسائل الإعلام الرسمي الأردنية من خطابها الذي يتعامل مع السيسي باعتباره زعيما للأمة، وتلاشت تلك اللهجة السياسية الإعلامية الأردنية التي تطالب بصدارة مصر وقيادتها للنظام العربي الرسمي».

نفوذ مصر

الإخفاق الأردني في قراءة أعماق المشهد المصري السعودي تجلى، حسب مصدر أردني، مغرق بالإطلاع، «في تجنب إدراك الحساسية التي تشعر بها الرياض عندما ينمو ويكبر الدور الإقليمي المصري ويتطلع للزعامة على حساب الدور الإقليمي السعودي نفسه.. هنا حصريا لم تقرأ عمان درسها جيدا في ما يبدو ولم تدرك أن السعودية تدعم السيسي وتساهم في الحد من طموحات الإخوان المسلمـين، لكنها لا تريد للنظام المصري أن يتفوق ويتصدر دون تنسيق مع السعودية وليس خارجها وبصورة يمكن أن تهدد الدور الإقليمي والدولي للمملكة العربية السعودية التي تواجه سلسلة من الخذلانات الأمريكية والروسية والعربية».

وأشارت الصحيفة إلى أن «الأردن بالغ في الحديث العام الماضي عن تمكين مصر السيسي من الزعامة وقيادة مشاريع مكافحة الإرهاب، هذه المبالغة فهمت مستويات أردنية اليوم فقط بأنها قد تكون السبب المرجح للبرود السعودي مع المصالح الأردنية وتحديدا الاقتصادية والمالية بالرغم من الكلام المعسول جدا الذي صدر عن كبار العائلة السعودية وعلى رأسهم الأمير الشاب محمد بن سلمان».

قبل ذلك أشار مثقف سياسي، من وزن «عدنان أبو عودة» في ندوة إستضافتها صحيفة «الرأي» وشاركت فيها «القدس العربي»، لوجود قوتين عربيتين فقط مؤهلتان لقيادة النظام الرسمي العربي وهما السعودية ومصر.

وحسب «أبو عودة» مصر تتأثر سلبا ووضعها صعب ومشغولة بهمومها وبالتالي تبقى السعودية على الأرجح وحدها في المستوى المؤثر للعنصر القيادي، وفق التقرير.

مقولة «أبو عودة» تجاهلتها المؤسسة الرسمية الأردنية وهي تعمل العام الماضي على بناء أدبيات تدفع بـ«السيسي» لموقع الصدارة بدون إدراك أن الأمر يمكن أن يثير حساسية الشقيق السعودي في واحدة من نقاط الخلاف في تقديرات وقياسات المؤسسة الأردنية عندما يتطلب الأمر قراءات معمقة للتفاصيل.

«السيسي» وروسيا و«بشار»

وقالت الصحيفة إنه «في القراءة الأردنية الطازجة السعودية لا يعجبها مواصلة العزف على وتر تقوية السيسي ونظامه لحد خارج الحسابات الدقيقة، ولا يعجبها موقف السيسي من الملف السوري، ولا انفتاحه السريع وغير المدروس مع الرياض على موسكو، ولا يعجبها إسقاط السيسي للشعار العسكري القديم الذي رفعه في أول خطاباته بعد دعم الانقلاب عندما تعهد بالوقوف مع الأشقاء الذين وقفوا مع مصر بعبارة..هي مسافة السكة».

ووفق الصحيفة فإن «سكة السيسي باتجاه دعم الرياض كانت طويلة ومتباطئة، الجديد في الموضوع أن عمان متهمة خلف الستارة بأنها متواطئة معه ومشجعة لهذا الموقف، والجديد أن عمان أدركت مؤخرا تفصيلات قصة البرود السعودي وإن كانت لا تريد الاعتراف».