الراي الكويتية-
على الرغم من الإعلان قبل أسابيع قليلة عن اتفاق الكويت مبدئياً مع إيطاليا على شراء 28 طائرة قتالية من طراز «تايفون» من شركة «يوروفايتر»، يبدو أن منافستها شركة «بوينغ» الأميركية ما زالت ترى حتى الآن أن كرة تلك الصفقة المليارية لاتزال في الملعب، وأن باستطاعتها إزاحة المقاتلات الأوروبية لمصلحة نظيراتها الأميركية التي تحمل اسم«سوبر هورنت» وتنتمي إلى طراز F/A-18E/F.
ففي سياق حديثهما خلال مشاركتهما في معرض دبي للطيران المقام حالياً في الإمارات، أدلى مسؤولان تنفيذيان رفيعا المستوى في شركة «بوينغ» بتصريحات مثيرة للاهتمام، مفادها أن هناك تباطؤاً من جانب السلطات الحكومية الأميركية في إجراءات إقرار صفقة بيع مقاتلات إلى الكويت، وأن ذلك التباطؤ جعل مسؤولي الشركة «يشعرون ببعض القلق من أن الكويت قد تتراجع عن شراء طائرات سوبر هورنت».
التصريحات المهمة جاءت على لسان توم بيل وجيف كوهلر المسؤولين التنفيذيين في قطاع تطوير المبيعات والأعمال لدى شركة «بوينغ» اللذين قالا إن «عميلهما الشرق أوسطي» المحتمل (أي الكويت) أصيب بالإحباط بسبب طول أمد إجراءات إقرر الصفقة من جانب السلطات الحكومية الأميركية، فقرر أن يتفاوض مع بائع آخر، منوهين إلى أن الكويت كانت قد اختارت في البداية في وقت سابق من العام الجاري أن تشتري مقاتلات «سوبر هورنت» قبل أن تتحول لاحقاً إلى توقيع اتفاق مبدئي مع الحكومة الإيطالية لشراء 28 طائرة «تايفون» مقاتلة من شركة «يوروفايتر».
وقال كوهلر: «إننا قلقون من أن ذلك التأخير قد يتسبب في جعل (الكويتيين) يتحولون فعلياً إلى مورد آخر خارج الولايات المتحدة. وبمجرد أن يفعلوا ذلك، أي فور أن يوقعوا عقداً نهائياً مع شركة (يوروفايتر)، فإننا سنفقدهم كعملاء لمدة 30 أو 40 سنة مقبلة، لدينا بعض التوتر».
وأشار بيل إلى أن «الكويت كانت قد عبرت لشركة (بوينغ) عن رغبتها في شراء 28 طائرة (سوبر هورنيت) مقاتلة مع احتمال شراء 12 طائرة إضافية لاحقاً، لكن التباطؤ الحكومي في واشنطن والاتفاق النووي مع إيران تسببا معاً في جعل مسؤولي الشركة قلقين من أن الكويت قد تصرف النظر نهائياً عن تلك الصفقة وتلجأ عوضاً عن ذلك إلى المضي قدماً في شراء البديل الأوروبي المتمثل في مقاتلات (يوروفايتر تايفون)»، منوهاً إلى أن لدى الكويت فعلياً 27 طائرة مقاتلة من طراز (هورنت) كانت قد اشترتها في التسعينيات، وأن ذلك يعني أنها لن تواجه أي متاعب في دمج الطراز الأحدث من المقاتلات ذاتها في قواتها الجوية.
وعقّب كوهلر بالقول إن «المسألة برمتها معقدة بسبب اعتبارات سياسية وديبلوماسية رفيعة المستوى تتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، ولكن أيضاً بسبب بطء اجراءات برنامج المبيعات العسكرية الخارجية التابع للإدارة الأميركية»، وهي الإجراءات التي رأى كوهلر أنها «ليست ملائمة لمجاراة حجم الصفقات التي تتطلب موافقة من جانب وزارة الخارجية الأميركية».
وفي هذا السياق، أشارت تقارير إخبارية إلى أن مسؤولي شركة «يوروفايتر» حرصوا منذ الإعلان عن الاتفاق مع الكويت على صفقة الـ «تايفون» على «عدم الإدلاء بأي تصريحات أو تفاصيل تتعلق بتلك الصفقة، بينما تستمر المفاوضات بين الجانبين في شأنها تمهيداً لإبرام عقد نهائي، مفضلين عوضاً عن ذلك تسليط الضوء على التطورات التسليحية الحديثة التي أدخلوها على مقاتلاتهم من أجل رفع مستوى فاعليتها وكفاءتها التشغيلية».