تواصل » صحف ومجلات

«الدروس الخصوصية».. تقصير مزدوج

في 2015/11/14

البيان الاماراتية-

ينظر الخبراء والمختصون في الشأن التعليمي إلى الدروس الخصوصية على أنها آفة مدمرة يجب اجتثاثها من القاموس التربوي عاجلاً؛ والتخلص من تداعياتها بالسرعة الممكنة، وفي مقابل وجهة النظر تلك يراها أولياء أمور ضرورة ملحة لا غنى عنها في بعض الحالات، فما هي تلك الحالات التي تبرر الاستعانة بمعلم الدروس الخصوصية؛ من وجهة نظر أولياء الأمور؟

عدد من أولياء الأمور الذين يبررون ضرورة الدروس الخصوصية التي تزداد في وقت الامتحانات بسبب التقصير المزدوج من الطالب والمدرس، تعذروا بأنهم لا يستطيعون مواكبة المناهج التعليمية المتطورة مثل البريطاني والأميركي والبكالوريا الدولية، بحجة عدم إتقان بعضهم اللغة الإنجليزية في وقت تُدرّس معظم المواد باللغة الإنجليزية..

بالإضافة إلى انشغال أولياء الأمور وعدم وجود وقت يمنحونه لأبنائهم لإنجاز المذاكرة.

صعوبة المناهج

هبة مصطفى قالت إن المناهج المتطورة جعلت أولياء الأمور يحتاجون للدروس الخصوصية من أجل الارتقاء بمستويات الطلبة، وهي تجد في مثل هذه الظروف حالة استثنائية، كونها غير قادرة على مواكبة التطور الملحوظ في العملية التعليمية، فضلاً عن عدم امتثال الطلبة إلى أوامر أولياء الأمور في المذاكرة المنزلية، لكن إذا كان هناك معلم خاص فسيصبح الطلبة أكثر تجاوباً مع الواجبات المنزلية.

وذكرت أن الدروس تزداد مع اقتراب مواعيد الامتحانات، حيث يشعر ولي الأمر بالخوف أكثر من الابن أو الابنة، وهذا الإحساس يجعلها تلجأ إلى الدروس الخصوصية التي تعينها في تدريس ما يصعب عليها استيعابه.

تركيز الطالب

وترى ولية الأمر ولاء صلاح أن أهمية الدروس الخصوصية تأتي نتيجة ضعف تركيز الطالب مع شرح المعلم، فلا يستطيع حل الواجبات المدرسية بنفسه في البيت..

ولهذا يلجأ أولياء الأمور إلى المدرس الخصوصي كنوع من التأكيد على المعلومات عن طريق تكرار الشرح والمراجعة، مفيدة بأن هناك حالات أخرى ترغم الطالب على الدروس الخصوصية، منها الظروف العائلية غير المواتية التي لا توفر له الأجواء المناسبة للدراسة والتركيز والاستيعاب، فيتعثر في الدراسة حتى يجد نفسه مضطراً إلى اللجوء إلى الدروس الخصوصية لتحسين مستواه.

واعتبرت المعلمة إيمان شعبان، أن الدروس الخصوصية حالة استثنائية تفرضها ظروف خاصة، ولا يسمح بها الأهل إلا من أجل تعزيز معلومات الطالب وتقويته في المراحل الدراسية المهمة مثل الثانوية العامة، أما الطالب الذي يلجأ إلى الدروس الخصوصية في المراحل الأولى من مسيرته التعليمية فلا شك أن هذا يعكس نوعاً من الخلل والقصور في فهم الطالب أثناء شرح المعلم، أو عدم اهتمام الأهل بمتابعة أبنائهم دراسياً.

وأضافت أنه عندما يلمس الأهل ضعف المستوى الدراسي لدى أبنائهم أو تعثرهم في بعض المواد الدراسية على وجه التحديد، فإن الدروس الخصوصية تصبح ضرورة ملحة من منطلق الحرص على مستقبل الأبناء، فضلاً عن وجود أسباب تجعل الطالب يلجأ إلى الدروس الخصوصية منها تعرض الطالب لظروف صحية طارئة، أو أنه يعاني من إهمال أسري!

أعباء المعلمين

وأكدت معلمة أخرى رفضت ذكر اسمها أن على المعلم عبئاً كبيراً داخل الصف، فلا يستطيع أن يعطي كل طالب حقه، بفعل زيادة الكثافة الصفية، إلى جانب مشاركته في الأنشطة الصفية واللاصفية والمناوبة والإشراف. وهناك جانب آخر هو أن هناك بعض المعلمين يتعمدون عدم الشرح بصورة وافية داخل الصف حتى يضطر الطالب للدروس الخصوصية.

وأضافت أن هناك ظروفاً أخرى قد تدفع إلى الدروس الخصوصية، منها شعور بعض الطلبة بالقلق والارتباك مع اقتراب موعد الامتحانات، وذلك يحدث في صفوف الثانوية العامة وفي المواد الصعبة كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء والتاريخ والجغرافيا، حيث يعتقد الطالب أن المدرس الخصوصي هو المنقذ لمستقبله.

إدارات مدرسية

وفي جانب إدارات المدارس؛ قال إبراهيم بركة مدير مدرسة الشعلة في الشارقة إن المدرسة تجري في بداية العام الدراسي اختبارات لقياس مهارات الطلبة وتقييم مدى استيعابهم لدروس السنوات السابقة، والوقوف على جوانب الضعف لديهم...

وفي ضوء نتائج تلك الاختبارات يستطيع المعلم تحديد مستويات الطلبة ووضع تصور لبرامج التقوية اللازمة لرفع مستوياتهم، موضحاً أن معلم الصف مكلف بمراعاة الفروق الفردية بين طلبته والتركيز على الطالب الضعيف دراسياً وإعطائه قدراً أكبر من الاهتمام.

وأكد بركة أنه يتعين على المدرسة العمل على تقوية الطلبة من خلال أساليب عدة؛ تشمل أوراق عمل وبرامج ودروس تقوية، وذلك بالتنسيق مع أولياء الأمور، مشيراً إلى أن الأهل الذين يسمحون لأبنائهم بأخذ دروس خصوصية تحت أي ظرف هم على خطأ، لأن المعلم الخاص لم يكن أبداً بديلاً عن شرح المعلم داخل الصف..

ولا بديلاً عن متابعة الأهل في المنزل. وقال موفق القرعان نائب مدير مدرسة العالم الجديد في دبي: نعمل على توفير بيئة ملائمة وجاذبة يشارك فيها الطالب بشكل فعال، إلى جانب إعداد أوراق عمل تناسب مستويات جميع الطلبة..

فضلاً عن إعداد حصص تقوية خلال أيام الامتحانات، وإعداد أسئلة كواجبات لاصفية يجد فيها الطالب ما لا يجده في غيرها، وحل نماذج امتحانات سابقة، وإعداد أقراص مدمجة تثير دافعية الطالب، وتجعله يستنتج الحلول المطلوبة، وذلك بهدف التغيير والبعد عن الملل.

رأي طالبة

أوضحت الطالبة حنين أن الأهل لا يعارضون فكرة الدروس الخصوصية طالما أنها في مصلحة الطالب، وأنها سوف تساعد الطالب على رفع مستواه الدراسي، في وقت أصبحت فيه المدرسة تعطي وقتاً كبيراً لأعمال الترفيه والأنشطة، متناسية واجبها التدريسي في بعض الأحيان، مشيرة إلى أن المعلم لا يجد الوقت الكافي للتفاعل مع الطالب، خاصة أن الصف يضم 33 طالباً في مختلف المدارس.

وأضافت أن المعلم الخصوصي يتأنى في الشرح ويساعد على تبسيط المعلومات وفهم الدروس، وهذا ما لا يفعله معلم الفصل الذي يريد أن ينتهي من المنهج بسرعة قبل موعد الامتحانات، وهو ملزم بتنفيذ العديد من الفعاليات والأنشطة.