تواصل » صحف ومجلات

برج إيفل مش أغلى من برج البراجنة؟!

في 2015/11/19

علي أحمد البغلي- القبس الكويتية-
جاءتني رسالة ملونة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي تقول: «برج ايفل مش أغلى من برج البراجنة»... وهو كلام معبّر ومؤثر تمنيت أن يصل إلى أكبر عدد ممكن من البشر الذين هم ما زالوا على قيد الحياة مثلي ومثلك والمليارات من البشر...
فقد حز بأنفسنا وأحزننا كثيراً ما تقوم به داعش والنصرة ومن يساندهما في أرض الشام والعراق العزيزتين على قلب كل عربي ومسلم.. وتغافلنا وكل من يدعم داعش والنصرة من أفراد وجماعات وحكومات عن فظاعات هذه الشرذمة التي قدت قلوبها وأحاسيسها من حجر أو هي أشد...
وأتذكر منذ 3 سنوات اختلفت بصوت عالٍ في إحدى المناسبات الاجتماعية مع أحد الأصدقاء، الذي برر ما فعله، ذلك الشخص السوري الجنسية، شق صدر احد جنود النظام.. وأخرج قلب الجندي وطفق يمضغه بتلذذ بشع؟! كلام الصديق الذي أغضبني قوله انه يبرر لذلك المقاتل أو المتوحش لا فرق، فعله... فقد فعل ما فعل بسبب الفظائع التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه؟‍! قلت له: لا يجوز هذا الكلام ولا يستطيع أحد أن ينكر وحشية النظام السوري ضد شعبه، ولكن ذلك لا يبرر تلك الفعلة الشنعاء التي قام بها المقاتل! وقد شاهدت مؤتمراً صحافياً للرئيس الروسي بوتين مع رئيس وزراء بريطانيا، الذي قال إن حكومته تساند الثورة ضد النظام السوري.. ليرد عليه بوتين: نحن لا يمكن أن نقف مع آكلة لحوم البشر؟! فتيقنت أنني كنت على حق وصديقي على خطأ؟!

فظائع وجرائم داعش لاحقتنا لبلدنا الآمن واغتالت 26 شهيداً في نهار جمعة رمضانية وهم ركع وسجود.. ولولا كلمات أميرنا قائد الإنسانية ومواساته القلبية لحدث ما لا تحمد عقباه... ثم انتقل الإرهاب الدموي إلى الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، فتعاطفنا معها بغض النظر عمن استهدفهم ذلك الإرهاب الأعمى.. لينتقل الإرهاب إلى المدنيين الأبرياء في طائرة شرم الشيخ الروسية.. فتقطعت نياط قلوبنا من اللوعة والألم.. فذلك الإرهاب الأعمى يعادي الإنسانية والإنسان أياً كان.. وهذا ما يجب أن يوحدنا ضده..

لينتقل الإرهاب الدموي الداعشي إلى لبنان وفي أحد أماكن التعبد في منطقة تسمى «برج البراجنة»... الشعب اللبناني الذي فرقته تصرفات سياسية توحد ضد ذلك الحدث الدموي، وتعاطفنا مع الضحايا وذويهم.. وبعد ذلك الحدث بأيام قليلة انتقل الإرهاب إلى مدينة النور والتنوير باريس.. لينتفض العالم من أقصاه لأقصاه ضد ذلك الإرهاب ومنفذيه الأنجاس.. ولكن ما حز بالنفس أن الاستنكار الذي حظت به أحداث باريس، خصوصاً من بعض العرب العاربة والمنتمين للإسلام اسماً، لم يحظَ به ضحايا برج البراجنة لمجرد الاختلاف في الانتماء المذهبي؟! فباريس التي يرمز لها «برج ايفل» حظت ممن ذكرتهم باهتمام يعادل أضعاف أضعاف ما ناله ضحايا «برج البراجنة».. الذين سيحظون بمراتب الشهداء والصدّيقين رغم أنف من تجاهلهم.. لذا سأكرر الهاشتاق اللبناني «برج ايفل مش أغلى من برج البراجنة»؟!