تواصل » صحف ومجلات

عمان في مفترق طرق

في 2015/11/20

ترجمة: علاء البشبيشي- شؤون خليجية-

يمكن أن يُعزى الأمن والاستقرار اللذان تمتعت بهما عمان طيلة العقود الأربعة الماضية، بدرجةٍ كبيرة، إلى حكم الرجل المستنير: السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد.

بيدَ أن المخاوف بشأن صحة "قابوس"، إلى جانب عدم وجود خطة واضحة لمسار الخلافة، تثير القلق حيال استمرار الاستقرار في سلطنة عمان بعد وفاة السلطان.

موقع جغرافي وعلاقات مميزة

صحيحٌ أن التغطية الإقليمية غالبا ما تُغفِل ذكر عمان، هذه الملكية الهادئة والمستقرة، لصالح تركيزها أكثر على الاضطرابات والمليشيوية وهشاشة الشرق الأوسط السياسية. لكن موقع عمان الجغرافي يضعها في جوهر التجارة البحرية من البحر الأحمر والبحار العربية والخليج.

ولقرونٍ، سيطر حكام عمان على شبكة التجارة التي تربط أفريقيا والهند والشرق الأوسط بالأسواق البعيدة في أوروبا وآسيا. ولا تزال هذه الروابط مع الهند باكستان والشرق قائمة، وهي أكثر وضوحا في مجالي التجارة والدبلوماسية.

كما لا تزال مسقط حليفًا مستقرًا للغرب في المنطقة. وتحتوي المياه العمانية على قنوات صالحة للملاحة في مضيق هرمز، فضلا عن إمكانية استضافة قوات بحرية أجنبية أكبر في المنطقة.

الاستقلال والاستقرار

أما الهدف الأساسي لسلطنة عمان، فهو: الحفاظ على استقلالها وسط جيرانٍ أكبر وأقوى، وهو ما يتم عادة عبر دبلوماسية متأنية، ودعم قوة بحرية أجنبية، يفضل أن تكون بعيدة.

وكان حفظ الاستقرار الداخلي تحديًا آخر يواجه عمان؛ البلد التي شهد خلال القرن الماضي ثورات دينية وماركسية، نابعة من سكانها الصحراويين، إلى جانب انتفاضة على غرار اليمن في الشرق.

بصمة قابوس

ومع ذلك، سُطِر معظم تاريخ عمان الحديث بمداد نجاحات السلطان قابوس في الحفاظ على التوازن بين الجارتين الأقوى في المنطقة: المملكة العربية السعودية وإيران.

وكانت القيادة القوية والرؤية الواضحة تحمل بصمة قابوس على مدى أكثر من أربعة عقود في قيادة البلاد.

الخليفة المجهول

لكن بينما ازدهرت عمان، كانت هناك شكوك جدية حول قدرة مسقط على مواصلة هذه النجاحات دون توجيه قابوس المباشر، واحترام وقبول الجمهور العماني.

صحيحٌ أن الإضرابات العمالية الأكثر تواترًا، وارتفاع المطالب الجماهيرية، تظل سلمية نسبيًا، ومحدودة النطاق؛ انطلاقًا من احترام السلطان. لكن خليفته- الذي لا يزال غير معروف حتى الآن- من غير المرجح أن يتمتع بمثل هذا الدعم واسع النطاق.

ونظرًا لأن التحديات الاقتصادية التي تواجه سلطنة عمان، واحتمالات التدخل الخارجي القوية؛ من المتوقع أن تواجه مسقط اضطرابات اجتماعية، وتغييرا، وتركيزًا قويا على الداخل، في السنوات التي ستعقب وفاة قابوس.