الخليج الجديد-
شن مثقفون سعوديون هجوما حادا على ما قالوا إنها زيارة مرتقبة سيجريها المعلق الأمريكي اليهودي الشهير، «توماس فريدمان» للسعودية، مطالبين بإلغاء هذه الزيارة خاصة أن الأخير دائم الهجوم على المملكة وسياساتها الخارجية.
وتنظم «مؤسسة الملك سلمان للشباب» في العاصمة الرياض، يوم السبت المقبل، حوارا مفتوحا مع «فريدمان».
وفي إطار الرفض الواسع لهذه الزيارة، أطلق مغردون سعوديون هاشتاغا بعنوان «#زيارة_فريدمان_للسعودية».
وعبر هذه الهاشتاغ، انتقد الإعلامي والأكاديمي السعودي، «عبد الرحمن الصبيحي»، خطوة استضافة «فريدمان» في الرياض، وتساءل مستنكرا: «لماذا دائما نعاني من متلازمة ذاكرة السمكة، إضافة الى متلازمة ستوكهولم؟ #زيارة_فريدمان_للسعودية أكبر دليل وهو يسبنا ليلا ونهارا!!».
وأضاف مخاطبا الجهة التي رتبت لزيارة المعلق الأمريكي: «قبل مدة يسيرة هذا المعتوه (يقصد: فريدمان) وصف السعودية بأنها الأخطر في المنطقة، وأن إيران لا تقارن بنا».
وتابع: «توماس فريدمان صحفي أمريكي يهودي حاقد على كل ما هو سعودي، وصرح بذلك، ومقالاته موجودة متداوله؛ لذا أوقفوا #زيارة_فريدمان_للسعودية».
في السياق ذاته، طالب «عيسى المستنير»، أستاذ الإعلام بجامعة الملك خالد في جدة، غربي السعودية، بإلغاء زيارة «فريدمان» للسعودية، مذكرا بأن الأخير «يصف السعودية بأنها مصدر الإرهاب والخطر على السلم العالمي».
وقال الكاتب السعودي «خالد العلكمي»: «مكافأة له على مقاله القذر ضد السعودية، الرياض تستضيف الأحمق توماس فريدمان».
بينما غرد الإعلامي السعودي، «خالد آل طايع»، قائلا: «أتمنى أن لا نكون مغفلين، يسبنا ونفتح له أبوابنا كما تفتح الأبواب للفاتحين. شوية (قليل من الـ) كرامة يا شعب».
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، كتب «فرديمان» مقالا نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، تحت عنوان «صديقتنا للأبد، الراديكالية الإسلامية السعودية»، شن من خلاله هجوما لاذعا على السعودية عشية زيارة الملك «سلمان بن عبد العزيز» للولايات المتحدة.
وفي مقاله لفت «فريدمان» إلى تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» بشأن رسالة بعث بها 200 جنرال متقاعد في الجيش الأمريكي إلى الكونغرس، يحثون خلالها المشرعين على رفض الاتفاق النووي الإيراني، معتبرين أنه «يهدد الأمن القومي الأمريكي».
وأشار إلى ما كلمات وردت في الرسالة للجنرال «توماس ماكينري»، النائب السابق لقائد القوات الأمريكية في أوروبا، عن الاتفاقية، حيث قال: «ما لا أحبه في الاتفاقية أننا نساعد من خلالها الإيرانيين، القادة الكبار للراديكالية الإسلامية في الشرق الأوسط وفي كل أنحاء العالم، على امتلاك الأسلحة النووية».
ورد «فريدمان» على «ماكينري»، قائلا: «أسف يا جنرال، إن لقب (تجار الراديكالية الإسلامية) لا يمت للإيرانيين بصلة، لأنه صفة السعودية، حليفتنا المعتبرة».
وواصل خطابه للجنرال «ماكينري»، قائلا: «إذا كنت تظن أن إيران هي السبب الوحيد للمشاكل في الشرق الأوسط، فمن المؤكد أنك كنت نائما إبان وقوع أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، والتي شارك فيها 19 انتحاريا بينهم 15 قادمين من السعودية».
واعتبر أنه «ليس هناك شيئا كن مدمرا لاستقرار واعتدال العالم العربي والإسلامي بشكل عام أكثر من مليارات ومليارات الدولارات التي استثمرتها السعودية منذ سبعينات القرن الماضي من أجل محو التعددية في الإسلام – نسخ الصوفية والشيعة والسنة المعتدلين - وفرض نسخة سلفية وهابية معادية للحداثة والمرأة والغرب نشرتها المؤسسة الدينية السعودية»، حسب رأى الكاتب الأمريكي.
ولهذا السبب، يرى «فريدمان» أنه «ليس مصادفة أن ينضم الآلاف من السعوديين لتنظيم الدولة الإسلامية».
واعتبر أن «هذه الجماعات السنية الجهادية خرجت من رحم الوهابية، وهي التي تقوم السعودية بحقنها في المساجد والمدارس من المغرب إلى باكستان وإندونيسيا»، وفق زعم الكاتب.
ولفت «فريدمان» إلى أن الولايات المتحدة امتنعت عن وصم السعوديين بهذه التهمة؛ «لأننا أدمنا على نفطهم. والمدمنون لا يقولون الحقيقة عن من يبيعهم المواد المخدرة».
وينتهي «فريدمان» إلى القول بأن «السعودية تحالفت مع الأمريكيين في عدد من القضايا، وهناك معتدلون ممن يمقتون السلطات الدينية، لكن الحقيقة باقية، وهي أن تصدير السعودية للإسلام الوهابي كان من أسوأ ما حدث للتعددية العربية والإسلامية في القرن الماضي».