المدينة السعودية-
أكد عدد من الدعاة المشايخ بعض المختصين بمكافحة الإرهاب بأن الحملة، التي أطلقتها صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، أمير منطقة القصيم بعنوان «معا ضد الإرهاب والفكر الضال» تقوم على حماية الشباب السعودي من محاضن الإرهاب وقطع الطريق على للمتربصين بهم وإفساد فكرهم، كما طالبوا بالمشاركة في الحملة كل من جهة تخصصه ومسؤولياته.
كما بينوا أن الحملة تأتي ضمن المبادرات الوطنية الرائدة والفعاليات المستمرة، التي تتبناها إمارة القصيم سعيا منها لتحصين أبناء وبنات الوطن أمام محاولات نشر الفكر الضال خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تعد الأكثر تأثيرا بين أوساط الشباب، على اعتبار أن هناك أيادي خفية تسعى لتجنيد الشباب عن طريق مواقع التواصل.
كما أشاروا إلى أن الأمن الفكري أصبح قضية إسلامية وطنية وعالمية، مطالبين الآباء بملاحظة أبنائهم والتبليغ عن أي سلوك شاذ أو منحرف للجهات المسؤولة، كما ينبغي في هذا السياق ربط الشباب بالعلماء المعروفين لتحصينهم من الأفكار المنحرفة.
ومن جانبه اعتبر الأستاذ الدكتور غازي بن غزاي المطيري، أستاذ كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة مبادرة الأمير فيصل بن مشعل، أمير القصيم، مبادرة فكرية رائعة هدفها تحصين الشباب من الانحراف الفكري كما أن الأمن الفكري أصبح قضية إسلامية وطنية وعالمية، والحقيقة أن الشباب السعودي على وجه الخصوص والمسلم على وجه العموم مستهدف فهذا الاستهداف ليس وليد اليوم؛ بل من القدم وتحيط به مواقف ومعطيات وقرائن وظروف أوردت الأمور إلى ما انتهينا عليه في مآس فكرية في حقيقتها، كما أن الظروف الموضوعية هي التى دفعت إلى استغلال هذه الأجواء، لاسيما أن حركة الشباب والدعوة محل رفض وعناية ومتابعة من أعداء الإسلام وهناك حدث ينبغي لكل راصد للقضايا الدعوية والفكرية رصده ومتابعة ألا وهو العنصر الأجنبي وإشكالية دخوله الديانة الإسلامية وانظر إلى دخول عبدالله ابن سبأ في الإسلام وماذا صنع من إثارة المشكلات في صفوفه.
وأضاف المطيري، ومن المعلوم أن ما تعرض إليه شبابنا من انحراف فكري ليس بسبب قراءة كتاب أو سماع شريط، بل هناك مؤسسات وميزانيات واستشاريون وخبراء يقفون وراء هذا البلاء، فداعش أخذت ظروفا جديدة وهيئت ودعمت من جميع بقاع العالم حتى أنها تملك بنية تحتية عسكرية ومالية لا يتصور أحد قدرها وما وراءها من دول ومؤسسات وأجهزة، ولذلك ينبغي أن نرتقي إلى مستوى الفضل فإن لم يكن مستوى الفضل فيجب أن يكون مستوى العدل، إما أن نكون أقل مستوى في أساليبنا ووسائلنا وطرائقنا وتخطيطنا فهذا هو محل العيب وهو محل اللوم والتفريخ ومن المعلوم أن الإسلام في حقيقته يدعو إلى خلق الشخصية الإسلامية المستقلة، التي تعي ما حولها ولديها القدرة والمكانة على التحصين الذاتي المتطور، الذي يقوم بمواجهة التحديات والظروف الموضوعية والمواقف المختلفة.
أكد على هناك الكثير من الملابسات تثير التطرف وتزرع بذور الإرهاب
ومن جانبه قال الدكتور عبدالعزيز الزير الأمين العام لحملة خدمة المجتمع يجب المساهمة في حملة أمير القصيم صاحب المبادرة في إطلاق الهاشتاج معا ضد الإرهاب والفكر الضال كل من جانبه ومسؤولية فالإرهاب أهلك كثيرا من شبابنا وأدخلهم في متاهات كثير من القضايا كالفجور والقتل والتخريب.
كما اعتبر الزير دور الأسرة هو دور أساسي قبل دور المدرسة والإعلام في تحصين فكر أبنائنا وبناتنا فالابن إذا نشأ في أسره مترابطة ومتماسكة نفسيا وأخلاقيا وسلوكيا فستكون نشأة الابن نشأة طيبة، أما إذا نشأته في أسرة متفككة وغير مترابطة أو كثيرة الانتقاد للدولة وموظفيها فهي تساهم في تطرف الابن من حيث لا تعلم، كما أن الأب الذي يستنقص من أجهزة الدولة ورجالها وأبنائها من حوله يكون لهذا الحديث أثر في نفس الابن والبنت أو حتى الزوجة، كما أن بعض الآباء يدمر أبناءه نفسيا ومعنويا، وذلك بتربيتهم تربية خاطئة، فالابن الذي لا يجد التقدير في بيته بالتأكيد يبحث عن من يقدره خارج البيت فيجد أصحاب السوء ينتظرونه كأصحاب الفكر الضال المنحرف أو مروجي المخدرات، فدور الأسرة هو أهم دور إذا بنيت الأسرة على التفاهم بين الزوج والزوجة وصلاح الأب والأم صلاح للأسرة كاملة فبعض الآباء صاحب أخلاق في الاستراحة شرس في بيته وهذا يترتب عليه نفور الأبناء منه، كما أن دور الوالد ليس الأمر والنهي، بل يجب عليه أن يحتوي أبناءه وبناته، كما يجب على الأب إذا رأى من ابنه أسلوب الداعشية أن ينبهه ويحذره ويبن له مغبة هذا الفكر المنحرف، فإن رجع إلى بصيرته وعقله ورشده فكان ذلك، وإلا يبلغ عنه ولأن يتحفظ عليه في الجهات الأمنية خير له من أن يذهب إلى داعش ويتسبب في مشكلات للوطن ومشكلات للأسرة، وذلك لأن الأب مواطن والمواطن هو رجل الأمن الأول.
ومن جانبه قال الشيخ عبدالعزيز الخليفة، عضو لجنة المناصحة بمنطقة القصيم: إن الحملة التي أطلقها أمير القصيم، الأمير فيصل بن مشعل بن سعود تعتبر حملة مباركة ومتنوعة لحماية الشباب السعودي من الانجراف، كما أن المبادرة تحارب الإرهاب كل من جهته وتساهم في طرح أساليب العلاج لهذا الشر الداحض الطويل ومتشعب، وذلك بالفهم الصحيح لدين ورسوخ العقيدة بالنفس في قول الله تعالى (فاستقم كما أمرت) فالاستقامة عامل أساسي من عدوى الانحراف الفكري، كما أن الاستقامة تأتي بطلب العلم الشرعي من مصادره الصافية على منهج سلفنا الصالح بعيدًا عن تأويلات المفترين الذين يلوون النصوص ويغيرون معانيها لتخدم منهجهم الباطل، ولذلك يجب ربط الشباب بعلمائهم الكبار وإسكات تلك الأصوات المغرضة وعلاج الانحراف الفكري يكون بتكاتف أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع وتعاون الأسر والمجتمع، وبذلك من خلال العمل على اكتشاف الانحراف الفكري مبكرا ومعرفة المؤشرات والدلائل، التي تكشف فكر الفرد سواء كان ذلك على نطاق الأسرة بين الأبناء أصدقائهم أو من خلال المؤسسات التعليمية بين الطلاب وزملائهم، وذلك من أجل تشخيص ذلك الانحراف ومعرفة أسبابه، وبذلك يتم اكتشاف العلاج المناسب له وكلما تم التصدي للفكر المنحرف في بدياته كان ذلك أجدى وأنفع بإذن الله تعالى.
وأضاف الخليفة يجب دعوة المخطئ عن خطئه، وذلك بمحاورته محاورة علمية هادئة، كون الحوار أسلوب ناجح في بناء المفاهيم الصحيحة وبيان الحق والرد على الشبهات، وإذا كان صاحب الفكر أو من تعاطف معه يؤمن بمعتقدات خاطئة، ويعتقد أنه على حق فطريق الحوار معه ناجح في الغالب في بيان تلك المعتقدات وما يصاحبها من شبهات ومن المعلوم أن حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما عندما حاور الخوارج رجوع عدد كببر منهم إلى جادة الحق والصواب.
ودعا الخليفة إلى الاستفادة من العلماء الربانيين والأخصائيين الاجتماعيين لما يملكون من معرفة وخبرة كل في تخصصه، وذلك من أجل إقناع من تأثر بالفكر المنحرف وتصحيح ما لديه من مفاهيم خاطئة وقناعات سلبيه نحو الأسرة أو المجتمع أو الدولة.
كما أن التراجع عن الباطل والرجوع إلى الحق منهج شرعي أمر به الإسلام وحث عليه كما يجب الاستفادة من دور المنابر والمؤسسات التعليمية والنوادي الثقافية والرياضة وتصحيح المفاهيم وتنقيته من كل ما علق به من انحراف فكري فدور الأسرة هو الدور الأكبر في التربية الصحيحة إلا أن هناك أدوارًا يقوم بها المرشد وأمام المسجد ورجل الإعلام فهؤلاء يمثلون ثلاث مؤسسات من أهم مؤسسات المجتمع، التي يتفاعل معها أفراد المجتمع ويتأثرون بما يجري فيها من نشاط، حيث يكون ذات تأثير في سلوكهم، كما يجب أن يكون أدوار تلك المؤسسات مستمرا وليس ردود أفعال إذا حين حدوث أمر ما، كما يجب توظيف التقنية الحديثة، وذلك بإعداد نخبة من الدعاة والمفكرين والأخصائيين اجتماعيين ونفسيين لديهم القدرة من أجل استخدام التقنية الحديثة في الرد على الشبهات، التي تثار على وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة وتصحيح الفكر المنحرف والتأثير الإيجابي خاصة على الناشئة.
كما بين الدكتور فايز الشهري، عضو مجلس الشورى، أن الشباب الذين وقعوا في التطرف وشاركوا في التنظيمات بعد القبض عليهم فتحت الدولة لهم صدرا رحابا وعملت لهم برامج لتهيئتهم وتدريبهم وتأهيلهم ومساعدتهم ماديا ومعنويا لينخرطوا في مجتمعاتهم، فالمملكة العربية السعودية واجهت تحديات عدة من قبل الجماعات الإرهابية المنحرفة، كما أن فاتورة الإرهاب مكلفة ماديًا بشريا وحاولت هذه الجماعات الإرهابية خلال السنوات الماضية التأثير على عمليات التنمية في المملكة والعمل على خلط المفاهيم بتحويل الأصدقاء إلى أعداء والأعداء أصدقاء والتحالف مع الخصوم في شتى المجالات، بالإضافة إلى محاولة التأثير على صورة المسلم والإسلام في العالم ونشر ثقافة التصنيف والعزل والإقصاء والتخويف للناس إلا أن المملكة كافحت الإرهاب على الأصعدة كلها واستطاعت ملاحقة ودحر هذه الفئات الضالة وهي سائرة على هذا المنهج دائما بإذن الله تعالى.
وأكد الدكتور الشهري أن الإنترنت ليس هو المتهم الأول في التأثير على الشباب، بل هو علم مشاع ومفيد وسهل الكثير، كما يعد منجزا صناعيا واقتصاديا وتجاريا وعسكريا ودرة عصر المعلومات لكن هناك من خطفه وحاول أن يوظفه أسوأ توظيف كاستخدامه في الإرهاب وتغيير بعض المفاهيم والتأثير على الشباب في أفكارهم ليكونوا ضد مجتمعاتهم.
كما بين الدكتور صالح الرميح، رئيس مركز الشيخ ابن سعدي للدراسات والبحوث، ينبغي أن ننمي الرقابة على الشباب فهو رجل الأمن الأول، كما أن دور المرأة لا يقل عن دور الرجل فهي امرأة الأمن فيجب على الجميع أن يتمثل المسؤولية على بلده فيجب أن نحمي بلادنا، كما نحمي بيوتنا كما ينبغي أن ننمي في جيل الشباب الحس الأمني فنحن في وقت صعب وفتن فمن واجبنا التواصل مع الجهات الأمنية في حال وجود شبه إرهابية، فالجهات الأمنية لديها من الخبرة والإمكانيات وتنمية الحس الأمني لمعرفة أهل الباطل والشر والخرفات العقدية.
كما قال التجنيد في السابق للشباب كان وجها لوجه، أما الآن فالتجنيد الإلكتروني، فالآن داعش تبث عشرات الآلاف من التغريدات والمئات من مقاطع اليوتيوب لا يقل عن مئة وخمسين ألف يوميا تلتقطه مئة ألف شاب وفتة كل يوم، والذي يعلقون على التغريدات يعد عددهم على أصابع اليد فمن رد عليهم يستقبلونه ويبحثون حالته فإن كان ينقصه المال أعطوه وإن كان لديه خلل اجتماعي ونفسي يرفعون من قدره حتى يصبح شخصية اعتبارية ويكنى «بأبو فلان» وربما يأمرونه على مجموعة وبالفعل يتواصلون معه تلك المجموعة، ويتم استدراجه إلى هناك، فالتجنيد لم يعد تدريبا، بل أصبح الشاب يجند وهو في بيته، وذلك بتكليفه بمهام المساهمة في دعمهم إعلاميا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ولهذا يتطلب من جميع الجهات بتكثيف نشاطها والقيام بدورها على مستوى الأسرة والتعليم والمساجد والإعلام والنادي ومركز الحي وزرع في نفوس الشاب الخوف من الله تعالى والرقابة الذاتية والسمع والطاعة لولاة الأمر وتبيان خبث الإرهاب وعظمة سفك دم المسلم وتحريم عرضه وماله، كما يجب الاستفادة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام فسيرتهم دروس ينبغي الاستفادة منها.