تواصل » صحف ومجلات

شكراً... «داعش»

في 2015/11/21

سعيد محمد- الوسط البحرينية-

بسم الله الرحمن الرحيم: «إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ» (القصص: 4).

إلى خليفتهم... أبوبكر البغدادي: أوجز في هذه الرسالة ما يوجب الشكر لكم على ما قدمتموه من خدمات جليلة عظيمة غير مسبوقة لكل أعداء الدين والحياة والتسامح والأخوة والإنسانية، فعلى مدى عقود من الزمن، سعت قوى الاستكبار المعادية للدين الإسلامي لتدمير جوهر هذا الدين، واستبداله بتكبير مزيف، ونداء بالشهادتين لا صلة له بالقرآن الكريم، وسفك للدماء بين أبناء الأمة وهاقد قدمتم لهم كل ذلك، فلكم كل الشكر على دوركم في إيقاظ ضمائر الكثيرين ممن وجدوا في منهجكم الدامي والوحشي ألعوبة كبيرة ما عادت تغري جهادهم المعوج ولا إيمانهم المزيف ولا دولة الخلافة ذات صفة (الخرافة السفاحية).

لقد كان لخطاباتكم التاريخية، وإن كانت قليلة في عدد ظهوركم وظهورها، عظيم الأثر في إذكاء نار الفتنة والعداء والتناحر بين مختلف الطوائف الإسلامية، حتى أنكم لم تتركوا للصهانية ما يمكنهم من منافستكم فيه على غرار قطع النحور وتفجير المساجد وتدمير الأوطان، والأشد من ذلك، إشباع رغبة المتحوشين من مناصريكم لقتل أقرب أقربائهم إذعاناً وطاعةً لكم، حتى أن شعار (تكفه يا سعد)، أصبح واحداً من أعتى شعاراتكم التي تسعد كل متربص باستقرار الأوطان وأمان الناس في دينهم ودنياهم... فالشكر أوجب وأوجب، ذلك لأنكم كنتم - وما زلتم - تكشفون لنا ما تراكم من شوائب في تاريخنا، وتظهرون لنا إرثاً في كتب وفتاوى وأحكام ليست من الإسلام في شيء، تغذيتم وغذيتم بها شرائح من الجهلة والمرتزقة الذين لم يعرفوا أن خاتم الأنبياء والرسل محمد (ص) هو نبي الرحمة، ربما استيقظ النوم ممن غذّوا أبناءهم على ثقافة الكراهية والقتل وإسالة دماء مخالفيهم، وربما لايزال فصيل آخر منهم لايزال في عشق لمسيرتكم، فلكم الشكر لأنكم على الأقل، قدمتم لمن له لب أكثر من رسالة واضحة في غزواتكم بصليل صوارمها الباغية في مساجد السعودية والكويت وحسينيات العراق وأسواقها وهوس دولة خلافتكم بشرب نخب الدمار مع الصهاينة، حتى استفاق من استفاق وفضّل من رغب في الغي أن يبقى في غيِّه... لكنكم على أي حال، ستبقون في نظر مموِّليكم ومنظري دينكم المزيف أدوات خبيثة فتاكة آن لها أن تُسحق وآن لها أن ترد الحامية.

ومن الواجب أيضاً توجيه الشكر لكم على ترسيخ حالة العداء للجاليات الإسلامية التي تعيش وتكسب رزقها في مختلف أصقاع العالم الغربي، فكلما هتفتهم بالتكبير المزيف والجهاد الشيطاني وقتلتم الأبرياء في المدارس والأسواق والمسارح، وتفاخرتم بسفك دماء (الإنسانية) وفق همجية الجاهلية التي تحملونها، كلما تسببتم في إخضاع الآلاف من المسلمين لصولة الكراهية والاستهداف واعتبار دين الإسلام العظيم في عدالته وتسامحه واحترامه لكل الأديان السماوية، من أشد الأديان عداوة لبني البشر.

شكرًا لأنكم قدمتم نسخاً أشد من نسخة السفاح الأميركي جيري هيدنك، وجزار «هانوفر» الألماني كارد فريدريك، وسفاح «دوسلدورف»... بيتر كورتن... وغيرهم من المجرمين المستمتعين برؤية كؤوس دماء الأبرياء... فأنتم تنتمون لهم ولا تنتمون إلى الإسلام.