تواصل » صحف ومجلات

المبررون للإرهاب مرة أخرى

في 2015/11/24

سعيد السريحي- عكاظ السعودية-

تتوارى محاولات تبرير ما تقوم به الجماعات الإرهابية من أعمال تتمثل في القتل والتشريد والتفجير خلف مقولات تحاول أن تتلبس صيغا علمية تجعل منها نتاجا للممارسات التي تقوم بها الدول الكبرى تجاه العالمين العربي والإسلامي حتى توشك تلك المحاولات التبريرية أن تجعل من تلك الجرائم الإرهابية عملا مشروعا ونتاجا طبيعيا يتمثل في ردة فعل حتمية على تلك الممارسات.

تلك التبريرات تتجاهل في تفسيرها للأعمال الإرهابية الموجهة ضد الدول الكبرى أن الجماعات الإرهابية نفسها تقوم بأعمال مماثلة ضد البلدان الإسلامية والعربية التي ينتمي إليها أعضاؤها، فإذا كان قد استقامت لهم بتفسيرهم تلك الأعمال الإرهابية التي ترتكب في لندن وباريس ونيويوك فكيف لهذا التفسير أن يستقيم لأعمال لم تتورع عن قتل المصلين في المساجد وقتل الأبرياء في الشوارع.

هذا التفسير الذي يحاول الذين يقدمونه أن يلبسوه رداء سياسيا تاريخيا يجيء تصديقا لمزاعم الجماعات الإرهابية حين تدعي أنها تقوم بما تقوم به نصرة للإسلام والمسلمين وردعا للدول التي تناصبهم العداء، كما أن هذا التفسير ينحرف بدراسة الجماعات الإرهابية عما ينبغي أن تنصب عليه من حيث إنها نتاج لانحراف فكري انتهى إلى التطرف، وأن تصحيح ما يحدث لن يتحقق بإعادة الدول الكبرى النظر في سياساتها تجاه العالمين العربي والإسلامي، وإنما يتم هذا التصحيح بمعالجتين، أولاهما المعالجة الأمنية التي تستأصل الجماعات الإرهابية، والأخرى المعالجة الفكرية التي تصحح المفاهيم المغلوطة التي تغذي تلك الجماعات الإرهابية وتساهم في إمدادها بمن يحفظ لها استمرارها.