الحياة السعودية-
قدر اختصاصيون في علم المناخ معدلات الأمطار التي هطلت على مناطق السعودية الأسابيع الماضية بـ85 ملم. وقال رئيس مركز التميز لأبحاث التغير المناخي رئيس قسم الأرصاد في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور منصور المزروعي لـ«الحياة»: «إن الحالة المطرية «سابغة» تُعد من الحالات نادرة الحدوث في السعودية، وتتميز بقوتها والمدة الزمنية لها إذ تستمر 4 أيام، ولم تشهد منطقة الرياض والقصيم، على وجه الخصوص، أمطاراً بهذه الكثافة منذ 30 عاماً».
لكن المزروعي أفاد أن الحالة المناخية «سابغة» ستبدأ في التلاشي تدريجياً، خصوصاً على مناطق الرياض والقصيم والشرقية، معيداً قوتها إلى ارتباطها بظاهرة «النينو»، إذ راوحت الأمطار في بريدة مثلاً بين 70 و80 ملم، بينما هي في العادة أقل من ذلك بكثير، لافتاً إلى أن حال عدم الاستقرار المناخي ستستمر على المناطق الغربية من السعودية، وتحديداً مكة المكرمة، إذ إن المؤشرات المناخية الصادرة من مركز أبحاث التميز، رصدت مؤشرات أولية عن احتمال وجود حال مطرية جديدة.
وأضاف أن «ظواهر متطرفة حصلت أخيراً، قد يكون لها علاقة بـ«النينو». كما أن المركز نفذ دراسات علمية حول هذه الظاهرة، ومدى تأثيرها في مناخ المملكة، ووجد أن هطولات الأمطار قد تزداد مع حدة هذه الظاهرة».
وفي سياق متصل، قالت لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة في المملكة، في بيان صحافي (حصلت «الحياة» على نسخة منه): «إن هذه الحالة المطرية تعد الخامسة لهذا الموسم المطري في السعودية، باسم «سابغة»، وتتميز بقوتها، وغزارتها، واتساعها الجغرافي، وامتدادها الزمني، الذي بدأ في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، وأثرت في مناطق واسعة وشاسعة من السعودية، إضافة إلى وجود توقعات بتأثيرها على دول مجلس التعاون الخليجي، والعراق».
من جانبه، أضاف عضو هيئة التدريس في قسم الجغرافيا بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند: «إن الحال «سابغة»، عبارة عن تموضع أخدود علوي بارد في وضعية نادرة الحدوث، ممتد من شرق الخليج العربي حتى وسط السعودية، ومصحوباً بتحرك التيار النفاث شبه المداري جنوباً حتى منتصف السعودية، مترافقاً مع تمدد منخفض السودان شمالاً، إذ يمد المنطقة بكتلة هوائية مدارية دافئة ورطبة؛ ما ينتج منه حال عدم الاستقرار لهذه الحالة المطرية». في المقابل، توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة استمرار هطول الأمطار على منطقتي الرياض والشرقية حتى اليوم الخميس. وقال المتحدث باسمها حسين القحطاني لـ«الحياة»: «تشير التوقعات إلى استمرار نشط الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار على الأجزاء الجنوبية والغربية لمنطقة الرياض، تمتد إلى منطقة نجران، والأجزاء الشرقية لمنطقتي عسير والباحة، وكذلك مناطق مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وتبوك، وتشمل الأجزاء الساحلية لتلك المناطق».
وفي سياق متصل، عبَّر مواطنون في منطقة الجوف عن تذمرهم، في رسائل تبادلوها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من قرار تعليق الدراسة الذي يصدر في وقت متأخر. وأوضح أولياء أمور لـ«الحياة»، أن إعلان «تعليم الجوف» تعليق الدراسة، جاء في الثالثة فجراً، مشيرين إلى أن معلمات في محافظات تبعد ١٢٠ كيلومتراً، لم يعلمن بقرار التعليق، سوى عبر «واتساب»، وأن بعض أولياء الأمور قام بتوصيل أبنائه من دون معرفته بقرار التعليق.
وتسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها الجوف أخيراً، في تعليق الدراسة مدة يومين (الإثنين والثلثاء). وشملت الأمطار محافظات القريات، وطبرجل، ودومة الجندل، ومدينة سكاكا، وهو ما أحدث تجمعاً لمياه الأمطار في الطرق السريعة وداخل الأحياء.
بدوره، أوضح المتحدث باسم «تعليم الجوف» عبدالعزيز النبط، أن تعليق الدراسة جاء بناء على تقارير الأرصاد الجوية، التي أشارت إلى استمرارية تساقط الأمطار من متوسطة إلى غزيرة على المنطقة. وقال النبط لـ«الحياة»: «تضع الإدارة سلامة الطلاب والطالبات والهيأتين الإدارية والتعليمية في المدارس، ضمن أهم أولوياتها». وعن تأخر صدور قرار تعليق الدارسة، أوضح النبط أن القرار «يرتبط في تقارير الأرصاد الدورية، التي تصدر بعضها بعد منتصف الليل».
من جهته، أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني في الجوف المقدم عطالله الرويلي، أن المنطقة «لم تسجل أي بلاغ نتيجة لهطول الأمطار». في الوقت الذي تلقى فيه الدفاع المدني في منطقة الحدود الشمالية، 6 بلاغات، تشمل احتجاز 3 مركبات، فيها 5 أشخاص، وإخلاء عائلة مكونة من 9 أفراد، وحادثتي تماس كهربائي.