مشعل الفراج الظفيري- الراي الكويتية-

خرج علينا الدكتور شفيق الغبرا بموالٍ جديد وغريب، وصار في ليلة وضحاها داعية إسلاميا.. الغبرا قالها بجرأة إن قانون منع الاختلاط غير إسلامي ولا يتوافق مع الدين في شيء، وكم كنت أتمنى أن يلسعه عثمان الخميس دينياً لولا قرار إيقافه الذي لم نعرف له سبباً، وحسب ما سمعنا هناك وعود من الوزير الصانع بتصحيح هذا اللغط ونتمنى ذلك لعلمنا بمصداقية الوزير وحسن تصرفه..

أعود للدكتور الغبرا الذي لا ينزعج أبداً من النقد وهو استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت فأقول له استشهادك بوجود المرأة إلى جانب الرجال في معارك المسلمين استشهاد في غير محله.. حيث أخبر الله سبحانه وتعالى عن قصة سيدنا موسى عليه السلام في القرأن الكريم «ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا»، ويتضح لنا في قوله تعالى أن المرأتين خرجتا للعمل في السُقيا لضرورة ولهذا قالت «وأبونا شيخ كبير»، ونلاحظ كذلك في الآيات وجود امرأتين فالمرأة إذا اضطرت للخروج للعمل صاحبتها امرأة أخرى تجنباً للشبهة وحماية من الإغراءات، وهاتان الفتاتان هما ابنتا شعيب عليه السلام...

يا دكتور شفيق ديننا الإسلام بسماحته وعفته لو طبقناه كما هو لما تأخرنا عن كثير من الأمم، ثم ما الداعي لهذا الاختلاط الذي تلاشت معه الكثير من السلبيات بعد منعه وأبُعدت الكثير من الشبهات عن حرمكم الجامعي.. لهذا أرجو منك ألا تتقول على ديننا الإسلامي وألا تستشهد بأحداث غير متوافقة مع الموضوع والأدلة كثيرة جداً على تحريم الاختلاط وهي من القرأن الكريم، ولك أن تتمعن في قوله تعالى «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن»، وقوله تعالى «وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن»، أي لا بد من وجود حائل بين المرأة والرجل وهذا دليل على منع الاختلاط.

أورد هذه الأدلة يا دكتور لكي تعلم أنت وغيرك أن الاختلاط حرام وفيه هلاك للأمم كما أخبرنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم «إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل في النساء» رواه مسلم.

فلا تأخذوا من الدين ما يوافق أهواءكم وتتركوا ما لا تريدون، ولا تفسروا كلام الله وأحاديث رسولنا لكريم حسب فهمكم من النص مباشرة دون الاعتبار لسبب النزول أو حتى الأخذ بأقوال المفسرين المعتبرين، فلو تعامل الجميع مع القرآن والسنة بهذا الفهم لضعنا وضاع ديننا...

إضاءة:

«يا خراشي» يرددها الكثير من المصريين ولا يعرفون لها معنى، وهي باختصار أن الأزهر الشريف أيام الملكية كانت له قوته وهيبته، ولهذا كان الناس يستنجدون بشيخ الأزهر أنذاك وهو محمد الخراشي عندما يقع عليهم ظلم فيصيحون يا خراشي يعني ألحق علينا يا خراشي.. واليوم نصيح بصوت واحد يا خراشي بعد كلام الدكتور الغبرا.