سامي النصف- الانباء الكويتية-

بعد الإجراءات القوية التي اتخذتها السعودية عقب حادثة الحرم، قامت الشقيقة قطر باتخاذ اجراءات حازمة كذلك تجاه القائمين على المشاريع التي أغرقتها الامطار، فقام رئيس الوزراء بإحالة 5 شركات هندسية كبرى للنيابة العامة، كما اصدر النائب العام القطري اوامر بمنع سفر العديد من المديرين العامين والمستشارين المرتبطين بالشركات التي اخفقت مشاريعها.

وتظهر علوم السياسة والاجتماع والتاريخ بشكل جلي ان الامم التي ترغب في البقاء والاستقرار والاستمرار وتحرص على ارضاء شعوبها تقوم بإظهار المحاربة الشديدة للفساد الذي هو كالسوس الذي ينخر ببنيان الدول حتى يهدمها ويسقطها، اما الدول التي تعيش ليومها ولا تهتم لغدها او مستقبل اجيالها المقبلة، فتترك الفساد وفرسانه يسرحون ويمرحون ويثيرون حنق الشعوب حتى يحدث الانفجار، ولا شك ان تساقط الانظمة العربية بالانقلابات إبان الخمسينيات والستينيات وبعدها بالثورات عام 2011 كان سببه الرئيسي هو دعاوى تفشي الفساد المثير الاول لحنق الشعوب!

وقد التقى قبل ايام وزراء الداخلية العرب في الدوحة واتفقوا على محاربة خليجية موحدة للارهاب، ونتمنى لهم كل التوفيق في مسعاهم، ونذكرهم بأن الارهاب يقتات على الفساد وعلى الحنق الذي يثيره الفساد لدى العامة، بل ان فساد المؤسسات المالية هو الكفيل بوصول اموال الارهاب لمقاصدها الشريرة، كما ان فساد القيادات السياسية والعسكرية وتقبلها الرشاوى والعمولات ايا كان مصدرها هو ما تسبب في تساقط المدن والمحافظات في العراق وسورية تحت سنابك «داعش» وليس قرقعة السلاح او الحروب الدائرة.

آخر محطة: نتمنى ان يكون على رأس اهتمامات اجتماع وزراء الداخلية الخليجيين القادم مشروع «المحاربة الموحدة للفساد»، وان تعد قوائم خليجية سوداء بأسماء المسؤولين والشركات التي تمارس الفساد، كي تتم ملاحقتها في الدول الست، وهو ما سيحظى بتأييد الشعوب وإرعاب أساطين الفساد وردعهم.